رأي ومقالات

الهندي عزالدين : “الصادق” و”أبو عيسى” . . نداء السودان أم تخريب الانتخابات ؟!

حالة الارتباك والتضارب في الخطاب السياسي للحكومة والحزب الحاكم في ما يتعلق بقضية السيد “الصادق المهدي” ومعتقلي تحالف المعارضة بالداخل (أبو عيسى – أمين مكي – فرح العقار)، تشي بأن كلام الليل في حكومتنا يمحوه النهار، وكذا كلام النهار الذي يذهب أدراج النسايم في (الخرطوم بالليل) !!
الأسبوع قبل الماضي . . أكد نائب رئيس الجمهورية السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي عاد من “كمبالا” أمس الأول محققاً إنجازاً دبلوماسياً كبيراً مشتركاً مع البرلمان، بالتطبيع مع أوغندا وإعلان الرئيس “موسفيني” طرد حركات التمرد – إن صدق هذه المرة “موسفيني” – أكد “حسبو” أن السلطات لن تعتقل “الصادق” إذا عاد للبلاد ولن يتعرض لملاحقات قانونية أو أمنية . . هكذا كان سياق الحديث .
لم تمضِ أيام على تأكيدات نائب الرئيس، حتى طالبت النيابة المسؤولة عن التحقيق مع “أبو عيسى” و”أمين مكي مدني” المحكمة المختصة بإضافة رئيس حزب الأمة القومي لقائمة الاتهام !!
قبلها بأيام نفى وزير العدل مولانا “دوسة” ما نشرته بعض الصحف من تسريبات حول طلب السودان القبض على “المهدي” بواسطة شرطة “الإنتربول”، ولا شك أنها كانت تسريبات من جهات حكومية أو سياسية، فلا يعقل أن تكون تلك الصحف قد تخيلت أن الحكومة بصدد تحريك إجراءات قانونية لتوقيف إمام الأنصار عبر البوليس الدولي!!
الدكتور “مصطفى عثمان” رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني (مسح باستيكة) كل ما تردد وقالت به قيادات حكومية بارزة خلال الأسابيع الماضية عن أسباب ودواعي اعتقال “أبو عيسى” و”مكي”وارتباطه بتوقيعهما على وثيقة (نداء السودان) مع (الجبهة الثورية) بأديس أبابا،. وكشف دكتور “مصطفى” أن السبب الحقيقي وراء الاعتقال هو مخطط لتخريب الانتخابات المقبلة، يشرف عليه الرجلان بتنظيم وإدارة الحزب الشيوعي السوداني . . رحمه الله .
وتبعاً لذلك تحتاج هيئة الاتهام التابعة لديوان النائب العام تعديل (عريضة الاتهام) من التعاون والاشتراك مع (حركات مسلحة) لتقويض نظام الحكم في البلاد، إلى التخطيط لتخريب الانتخابات العامة بالدعوة لمقاطعتها!!
ومع قناعتي وترديدي في هذه المساحة كثيراً خلال الأشهر المنصرمة بأن مسودتي (نداء السودان) و(إعلان باريس) لا يحويان أي دعوة لعمل عسكري أو (كفاح مسلح) لإسقاط النظام، وأن الدعوة لتغيير الحكم بالوسائل (السلمية) عمل سياسي مشروع في كل الأنظمة الديمقراطية ما دام أنه لا يخل بالأمن والاستقرار، فإنني أتساءل مندهشاً ومتعجباً كيف يستطيع الرجل الثمانيني المريض “فاروق أبو عيسى” أن يقوى على قيادة مخطط لتخريب انتخابات أعلنت المفوضية أن (44) حزباً من أحزاب السودان الكبيرة و(الفكة ) ستشارك فيها ؟!!
وإذا كان الرجل الذي يرقد الآن طريح الفراش بمستشفى “ساهرون”، قادراً هو والحزب الشيوعي (العجوز) على تعطيل الانتخابات أو تثبيط همة ملايين الناخبين الذين يتلهفون شوقاً للصناديق وألسنة حالهم تردد مع الموسيقار “محمد الأمين”: (يا يوم بكرة ما تسرع . . تجدد لي نار وجدي) . . أو (نار انتخاباتي)، إذا كانا قادرين على فعل ذلك، فماذا إذن يفعل المؤتمر الوطني، وأين جماهيره المليونية وكوادره (التعبوية) ؟!!
أطلقوا سراح “أبو عيسى” و”مكي” و”عقار” واسمحوا بعودة الإمام (الغائب)، وقوموا إلى انتخاباتكم . . يرحمكم الله.

المجهر السياسي