القمة محضورة ولكن..! (1)
بدأت القمة الافريقية الثانية والعشرون ويمكنني أن أؤكد أن القمة “محضورة” … فالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان دشنت معرضها الثاني في الإتحاد الأفريقي في موقع مميز للغاية (المعرض الأول في مايو 2013) ويحتوي المعرض على “مزيج سياسي زراعي” جميل للغاية فالقمة زراعية ولكن الأبعاد السياسية كالعادة تسيطر على الاجواء.
على المستوى السياسي (وحسب تقييمي الخاص) أن أقوى وزارة في السودان حاليا هي وزارة الخارجية فقد حظيت بوزيرين قمة في القوة والحضور والفهم وهما الأستاذ علي كرتي وسعادة الوزير السفير كمال والذي كان يشغل محطة نيروبي.
كل الفضائيات ووسائل الإعلام يسألون عن “جنوب السودان” وبالتحديد: هل سينزلق في الحرب الأهلية أم سينجو؟
الحديث عن الجنائية لا يشغل حيزا كبيرا بسبب الاهتمام بجنوب السودان وبسبب الهدنة الكينية غير المعلنة مع الجنائية. وهذا ما توقعته ورددته قبل أشهر …. منذ قمة الاحتفال بخمسينية الاتحاد الافريقي في مايو 2013 ومجددا في القمة الاستثنائية في أكتوبر 2013 … وبعد زيارتي لجنوب أفريقيا مرتين كان الأمر واضحا للغاية أن المخطط يقوم على الآتي:
* فصل المسار الكيني من المسار السوداني
* توجيه الدول والمنظمات الأفريقية نحو خط الإصلاحات لميثاق روما بديلا للانسحاب الجماعي من الجنائية (توجه تقوده جنوب افريقيا كما صدرت فيه ورقة عمل امريكية)
بكل وضوح تمت الخطوة الأولى أو شرع المعسكر الغربي فيها بعد تأجيل محاكمة الرئيس الكيني بسبب فقدان الشهود وهو سبب مفبرك ومتفق عليه تماما والدليل على ذلك أن المتهمين بإغراء الشهود وإخراجهم من القضية توقفت الإجراءات في مواجهتهم ومنهم الصحفي “وليم براسا” وهو صحفي كيني زعمت المحكمة أنه “يغري الشهود” والسبب أنه كان يبحث عن الشهود الذين غيروا شهاداتهم واعترفوا بتعرضهم للتلقين والإغراء ليجري معهم حوارات … اتهمته المحكمة بإغراء الشهود … ولكن قضيته في طريقها للتسوية … إذا “فصل المسارين” ناجح حتى الآن.
في جنوب أفريقيا ومن خلال الاتصال ببعض المراكز وبعد حوار أجريته مع رئيس التحرير ستيفن موتالي تأكد لي أن خط “الإصلاحات” مدعوم بسخاء وهو خط مغر للناشطين والصحفيين الافارقة لأنه يؤكد رفض الجنائية ونقدها ولكنه يطالب بإصلاح ميثاق روما المؤسس للجنائية وبالتحديد نقطة الإحالة لمجلس الأمن كما تم تغييب المقترح الأفريقي بإستبدال الإحالة من مجلس الأمن في الأمم المتحدة لتكون الإحالة لمجلس السلم والامن الأفريقي في النزاعات الافريقية.
خط الإصلاحات لن يفضي للإصلاحات بل سيفضي إلى إسقاط السيف الأفريقي المسلط فوق رقبة الجنائية وهو “الانسحاب الجماعي”.
الإصلاحات المزعومة مجرد فخ ولن تكون مقبولة إلا إذا تمت تحت تهديد الانسحاب ولكنهم يطلبون إلغاء فكرة الإنسحاب وتبني فكرة الإصلاحات مع توفير دعم للسمنارات والمناشط وورش العمل المناهضة لفكرة الإنسحاب هذا اختراق كبير للجبهة الافريقية..
في تقديري أن السوادن لم يدر أمر الجنائية بالطريقة التي تمكنه من توظيف كل الفرص … وظل ملف الجنائية ممزقا بين العدل والخارجية والحزب وهلم جرا … اما الإعلام فقد ظل وضعه مخجلا للغاية ويعتمد على “مبادرات أفراد” يتم دعمها من حين لآخر عبر وساطات.
اللجنة العليا كانت برئاسة النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية ولم تجتمع منذ 2010 … نعم منذ 2010 … والرسالة هنا لسعادة الفريق بكري النائب الاول.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني