قبل السمع والشوف
اكتب هذه الزاوية صباحا باكرا حتى أدفع بها لسكرتارية التحرير وتمنيت لو كان بامكاني أن أكتبها بعد أن أستمع لخطاب السيد الرئيس مساء هذا اليوم.. وأنا اكتبها ومساء أمس وأنتم تقرأونها لكنني وفي كل الأحوال انا متأكدة تماماً ان الخطاب سيكون مهماً ومفصلياً لأن الظروف التي نعيشها تحتم أن يكون كذلك.. ولأن السيد الرئيس الذي هو من بطون الشعب السوداني حيث جاء من رحم الغلابى يعرف تماماً معاناتهم.. ويعرف أحلامهم.. ويدرك أنهم تعلقوا قبل أربعة وعشرين عاماً بالانقاذ أملاً ورجاءاً بلا حدود.. صحيح عربية الانقاذ حادت عن مسارها ودقشت اكثر من مرة وانقلبت أكثر من مرة، وركابها تعرضوا للكدمات والجروح.. لكن بعظمة هذا الشعب ما زلنا صامدين واقفين على أرجلنا في إباء وشمم لكن كل شئ ليه آخر… والسيد الرئيس ود بلد يعلم ذلك تماماً ..يعلم أن الشعب السوداني شعب طيب لكنه ما «إضينا» وشعب راسي وصبور لكنه لا يرضى الحقارة ولا الظلم.. لذلك حتى وان كان بعد ربع قرن من الحكم هو رضيان بالاصلاح والتغيير طالما أن القيادة جادة في ذلك وحريصة عليه نحن أكثر شعب يطبق (عفا الله عما سلف) شرط أن يكون أن ما خُلِّف صادق النوايا.. ونظيف المقاصد.. وجاد في تمزيق كل فواتير الماضي الخسرانة.. وفتح صفحة جديدة للحساب والحساب ولد!!
لذلك فان كل الاحتمالات مفتوحة في أن ينتصر خطاب السيد الرئيس للشعب السوداني.. وفي ذلك عنده يتساوى الجميع مؤتمر وطني وشعبي وأمة واتحادي بمسمياته المختلفة وشيوعي وبعث واي كيان يعتقد انه أو هو كذلك على الرف مهمش وغير مسموع الكلمة.. بالمناسبة كل ما أرجوه أن يكون التوافق والمصالحة بين الحكومة والأحزاب المعارضة ليس على طريقة الماضي التي تقسم فيه الوزارات إرضاءً لهذا وتلك المصالحة.. هذه المرة نريدها مصالحة على الأسس والمبادئ والدستور الذي يشكل ملامح الحياة عدلاً وحرية وتنظيماً للممارسة السياسية وأي توافق غير هذا فهو مجرد اتفاق هش ومبني من الطين على قيفة شاطيء تصله الأمواج في أي لحظة وتحيله الى تراب.. بس الدايره اقوله للسيد الرئيس انه اكثر ما يوجع الناس يا سيدي هو الظلم الاجتماعي الذي يشعر به العامة من الناس اذ يحسون واحساسهم صادق ان بلادهم بثرواتها وخيرها اصبحت مملوكة لفئة من الناس ما داقشهم فيها (حجر دغش) لكنهم تحولوا الى أثرياء يمتطون الفارهات.. ويسكنون الأبراج العالية.. في فعلٍ يمد لسانه للغلابى ان أعلى ما في خيلكم اركبوه وخيلهم هذه ظهورها عالية وشرسة لا يستطيع ترويضها وكبح لجامها الا انت فهل فعلت.. حتى لا تدوس الحوافر المسرعة ظهور الغبش فتكسرها بعد ان انحنت شقاءاً وضيق حال.
كلمة عزيزة: ما قدرت أرد وأنا أتابع قصة الواتساب للشباب الذين اغتصبوا فتاة وصوروها.. وأخرى للشاب الذي يجلس في حفرة دخان.. ما قدرت أرد غير أن هؤلاء اكيد ما سودانيين!! رغم أن الدلائل والأسماء تؤكد سودانيتهم.. فما الذي حدث لنا لتسقط القيم والحياء الذي هو من طبع البشر..! صدقوني نحن مصابون باختراق مجتمعي كبير.. لابد من مواجهته بكل الطرق الممكنة حتى لا تسقط آخر ما يسندنا من ورقة توت نغطي بها عورات مجتمع كان مصاناً ومحفوظاً بحجاب العفة والأخلاق.
كلمة أعز: شوفوا أقول ليكم وبكل صدق أن كل ما تم من احلال وابدال على مستوى الحكومة لن يكتمل أو يكون له قيمة ما لم يحل الأخ الرئيس البرلمان لأنه شبح نسمع به ولا وجود له على ارض الواقع!! معظم نوابه مجرد كورس لفنان صوته نشاز اسمه الحكومة!!.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]