سعد الدين إبراهيم

الخطاب ..


[JUSTIFY]
الخطاب ..

كان خطاب الرئيس والمفاجأة مثل امتحان دخلت له الأحزاب والصحافة بعمل «اسبوتنق» فهل ضرب الاسبوتنق بتاعم أم طرشق.. في البدء أحكي لكم هذه الحكاية للمرة الثانية عن الاسبوتنق تمت فصولها في مدرجات جامعة القاهرة فرع الخرطوم في منتصف السبعينات، وكنا في السنة الأولى، وعادة يكون ضمن طلاب السنة الأولى بعض من الطلاب المصريين والذين لم تتح لهم مجاميعهم دخول الجامعات في القاهرة أو غيرها، لكنها تتيح لهم الالتحاق بالفرع فكانوا يدرسون السنة الأولى هنا ثم يحولون إلى الجامعة التي يريدونها في مصر لمواصلة الدراسة، ولما كانوا حسب مناهجهم يهتمون باللغة الفرنسية ولا يحفلون باللغة الإنجليزية فكانت هي عقبتهم الأولى وكانوا يتجاوزون تلك العقبة بالحفظ عن ظهر قلب وحسب لغتهم يسمون الطالب بـ «صمام» والطالب الصمام تعني الذي يعتمد على الحفظ «صم» كما نقول.

كان مقرر التعبير الإنجليزى يحتوي على ثمانية مواضيع أسهلها موضوع عن نظام العائلة بعنوان «family» فقد حفظوا هذا الموضوع وكان في الاسبوتنق الوحيد عندهم كلهم حفظوا «الفاميلي» ودخلوا الامتحان وكانت ثمة صداقة تربط بين «بهجت» و «أميل» وحسب ترتيب الجلوس على الحروف الهجائية كانا يجلسان قريبين من بعضهما، و وزع مراقب الأوراق ورقة الأسئله لبهجت قبل أميل فاطلع عليها خلسة وعرف أن موضوع «الفاميلي» ضمن الأسئلة فسأله أميل «الفاميلي قى؟» يقصد «الفاميلي جاء» فرد عليه «ايوه قى» والمقصود «ايوه جاء» فانطلق أميل يكتب على ورقة الإجابة ولما وصله المراقب ليوزع ورقة الأسئلة وجده قد قطع شوطاً في الإجابة فشك في أمره وبعد جدل قرر أن يسحب من أميل ورقة الإجابة ويعطيه

أخرى جديدة إذا كان فعلاً قد كتب الوضوع من رأسه وكنت تسمع:

-إذا هو صحيح زي ما بتقول أهو الورق قدامك اكتبو

-والنبي يابيه حافظو

-طيب ما تكتبو

-حاجيبو منين ماهو خلاص انكتب على الورق.

أزعم أن الأحزاب السودانية في سقوف توقعاتها لخطاب الرئيس أو بالأحرى صراعها قد دخلت الامتحان باسبوتنق إما مطرشق وإما عالجوه مثل حكاية صديقنا أميل.

دخلوا باسبوتنق واحد لا غيره التعددية الفورية والديمقراطية وحكومة قومية بديلة.. لكن طرشق السؤال، بل لم يجدوا إجابة عليه فأخذوا يحتجون بأن السؤال خارج المقرر.

الجبهة الثورية أذكى طالب فإن طرشق السؤال أجابوا عليها للحصول على النجاح «بالحرقرق» اكتفوا بمقبول فقط في بعض الأسئلة وتحصلوا على ممتاز في بعضها وجيد جداً في البعض.

أما الاتحادي الديمقراطي فقد اشتغل بالطريقة المعروفة.. دعك من سياسة بسمارك الخارجية وتحدث عن سياسة بسمارك الداخلية..

الأحزاب اليسارية أعلنت عن أن الأسئلة خارج ولابد من إعادة الامتحان وربما تغيير المنهج ذاته لأنه عقيم.

حزب الأمة طالب لا يجيب على الأسئلة حسب المقرر، إنما على هواه، فمثلاً في السؤال السابق تتحدث عن سياسة بسمارك الداخليه يجيبون.. ومالنا ومال بسمارك، يجب أن يكون السؤال عن سياسة دولة المهدية.. أما الشعبي فيصر على أن الامتحان مكشوف وتجب إعادته أو أن المراقبين يسمحون بالغش فيجب إبعادهم.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]