عبد الجليل سليمان

“هؤلاء وهؤلاء”.. لا شيء غير الهرج


(1)

تمسك بالقلم فتكتب عن الهرج، تمسك عنه فيلاحقك ذات الهرج ويُمسك بتلابيبك يغير وجهتك إلى الرياضة، فتجد عندها كل شيء في هرج عظيم، إدارة، تشجيع، لاعبين وإعلام. تغادر إلى الثقافة فتمل هرجها وتحن إلى الرياضة التي هي في حالتنا السودانية المحضة (كرة القدم، فقط لا غير).

إنها كرة القدم التي نصرف عليها المليارات ونُسخر لها الإعلام ويشرخ هذا الشعب العظيم الأبي من أجلها حناجره بالهتاف ويطلق من أجل عينيها الجميلتين ألسنته ليل نهار، لكن في نهاية المطاف لابد أن تكون نتيجة كل هذا الهرج (صفر كبير).

سؤال: بالله عليكم، هل لعب المريخ والهلال مباراتين في كرة القدم أم (التيوه)، شخصياً أستكثر عليها وصف (دافوري).؟

كيف ينصلح الحال إذن.. أليس هذا سؤالا.. هل تريدون إجابة؟.. الإجابة الوحيدة إن الحال لن ينصلح لا في الرياضة ولا غيرها ما لم يذهب هؤلاء وهؤلاء.

(2)

في عصف الكرنكي الذهني بأخيرة (الصحافة) أمس، صورة لـ( تي شيرت) باللون الأسود مكتوب عليه بالأصفر (أنا لا أصلي)، وتحت الصورة مباشرة، كُتبت عبارة (الزي الرسمي للحزب الشيوعي السوداني)، وغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع الشيوعي، إلا أن ما أسماه الكرنكي (زي رسمي للشيوعي) بتلك العبارة لا يمكن تمريره دون التعليق عليه، لأنه ببساطة شديدة غير صحيح، بل (سلسلة من الكذب صريح)، أولى حلقاتها هي أن لا حزب في الدنيا العريضة والعالم الفسيح يفرض على منتسبيه (يونيفورم) رسمي، كتلاميذ المراحل ما قبل الجامعية، أو القوات النظامية، حتى (الكرنكي) المنتمي للإسلاميين، لم يفرضوا عليه لبس الجلابية والعمامة وإطلاق اللحية، فنراه في الأفرنجي حليق الذقن خفيف الشارب، ثم أن شعار الشيوعي السوداني المبذول والذائع لدى العامة والخاصة هو (يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة.. اتحدوا)، وليس أنا لا أصلي، فإذا افترضنا جدلاً أن الدكتور (X) الذي أشار إليه الكرنكي في خضمه العجيب وبروبجاندته الرهيبة على الشيوعي السوداني لم يصل في تشييع الدكتور خالد الكِد، فإن الأمر يصبح شخصياً وليس له علاقة بالحزب، فقد كان عبد الخالق محجوب وغيره من أسلافه على السكرتارية العامة للشيوعي ولا زالوا يوفرون بدارهم مكاناً للعبادة.

بالمناسبة، لن تتورط هذه (الكتابة) ولن تسعى إلى التبرير، بقدر ما هي تحاول إجلاء هذا الادعاء وإسناده إلى حيثياته الصحيحة، فليس كل من لا يُصلي ضد الأديان بالضرورة، وشخصياً أعرف العديد من منتسبي الحركة الإسلامية لا يصلون، (نسأل الله أن يهديهم جميعاً)، ويهدي (الكرنكي) ويُريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه، خاصة وقد بدت لي مقالاته المتواترة عن الحزب الشيوعي هرجاً عظيماً أكثر مما هي مقاربة نقدية تتوخى الصدق على الأقل.

(3)

الاثنين المنصرم، نظمت طائفة من طبيبات مستشفيات الخرطوم نحو (105)، وقفة احتجاجية أمام مكتب الدكتور (صلاح عبد الرازق)، مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في أعقاب تلقيهن إنذاراً بإخلاء (الميز) السكن. (بالله هسي وزراء الولاية الأثرياء ديل وأولهم “مأمون حميدة” لو دقوا صدروهم مش ممكن يبنوا لـ”بناتنا” المتعلمات ديل أكثر من ميز).؟