هويدا سر الختم

(إعلان برلين) أم (سور برلين)..!


لا أدري إن كانت المعارضة جادة فيما يسمى بـ(إعلان برلين). أم هي (مناورة). تحاكي فيها الحزب الحاكم.. بمعنى (غطاء) لأمر آخر.. عن نفسي أفترض إنها (مناورة). إن كنت لا أرى معنى للمناورات في هذا التوقيت.. فالفريقان مختلفان من حيث المبدأ في القضايا الجوهرية من ناحية.. مثلاً قضية الانتخابات.. المعارضة ترفض بصورة قاطعة قيام انتخابات تسبق التوصل لاتفاق مع المعارضة حول القضايا المطروحة.. والحزب الحاكم (حالف يمين). بعدم تأجيل الانتخابات ولو (يوم واحد). والفترة المتبقية للانتخابات لا تسمح حتى بالتحضيرات (للحوار الوطني).. من ناحية أخرى ثبت من خلال المبادرات والحوارات السابقة فشل مبدأ الحوار مع الحزب الحاكم.. بعيداً عن التفاصيل التي تم رفضها مراراً وتكراراً قبل الجلوس لهذه الحوارات المتعددة.. وتصريحات قيادات الحزب الحاكم على رأسهم الرئيس نفسه في الصحف اليومية والفضائيات طيلة السنوات الماضية تؤكد استحالة التقاء المسارين (كتف بكتف)، إلا بشروط الحزب الحاكم (وتحت طوعه).!
الصادق المهدي يعشق إطلاق (المبادرات) بمسمياتها المختلفة ويعيش في (جو) الحوارات (بجدوى) أو دونها.. بمقدار (كرهه) للأفعال.. ربما كان هذا الأمر بأجندة شخصية أو (بدون موضوع)، فالحزب الحاكم ثابت في مواقفه المعلنة تجاه المعارضة ويمضي بخطى حثيثة تجاه الانتخابات المرفوضة من قبل المعارضة (بمبدأ). إذاً ما الجديد الذي دفع المعارضة إلى هذه الخطوة (الغريبة). وعن ماذا تمخضت آلية الحوار الوطني (7+7)..؟؟ لا تقولوا لي تمخضت مرة أخرى عن (حوار وطني). في إثيوبيا.. فلم يعد لدينا نفس (للضحك).. هل ما يحدث في تجمع المعارضة هو ذاته ما يحدث داخل المؤسسات الحزبية بأن العقول المفكرة والمدبرة ربما واحد أو اثنين..؟؟ مخرجات هذا التجمع لا تشير إلى أن الأمر (شورى بينهم). أكاد لا أصدق أن يعود تجمع نداء السودان مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات في الوقت الذي تحاكم فيه قياداته وتمضي التحضيرات للانتخابات بوتيرة متسارعة.. ألم تكن تحتاج هذه الخطوة (مع تأكيدنا بعدم جدواها) إلى أن يقدم الحزب (عربون) جدية التفاوض.. وذلك بإلغاء الانتخابات وإيقاف محاكمة قيادات التجمع وإطلاق سراح المعتقلين وإطلاق حرية الصحافة والعمل السياسي.. هل يعقل أن تتفق قيادات العمل السياسي على إضاعة زمن البلاد في هذا الوقت الحرج. وهل يخلو هذا التجمع من شخص (رشيد) يطالب بإبداء حسن النوايا من قبل الحزب الحاكم أولاً قبل حزم الأمتعة إلى بلاد الحبشة..؟؟
الشارع العام تزداد قناعته كل يوم بأن لا خير يرجى من المعارضة تجاه (حريق الوطن).. رجل الشارع العادي الذي ينظر أمامه إلى (عملاق) الحزب الحاكم يضع (أرجله الضخمة) فوق كل شئ ويرفع أذرعه الضخمة استعداداً للانقضاض على ما تبقى.. يعلم أن التحاور مع الحزب الحاكم لم يعد مجدياً.. وينتظر شيئاً آخر إما قامت على رأسه المعارضة.. وإما اتخذه الشعب يوماً ما وإما ضاع الوطن دون بواكي وحينها يعود الجميع إلى ثكناتهم للدخول في حالة بيات شتوي لمدة خمسة أعوام قبل أن يبدأ ذات السيناريو من جديد.