يوسف عبد المنان

النضال بالمريسة


“زهير عثمان” صحافي مناضل في صفوف المقاومة الداخلية لإسقاط نظام الرئيس “البشير” أو نظام الجبهة الإسلامية في قديم الزمان ونظام المؤتمر الوطني في حاضر الأوان.
“زهير عثمان” مناضل لا يركع.. وقلم لا يخشى بطش النظام وأجهزته.. يتخذ من المؤتمرات الصحافية التي تعقد من حين لآخر ساحة لخوض معاركه مع المسؤولين صغارهم وكبارهم.. يقدم نفسه مدوناً في الصحافة الإلكترونية.. لا يسأل عن القضية موضوع المؤتمر الصحافي مطلقاً لكنه ينهال على ظهر النظام الحاكم بسياط لسانه.. وعندما يطلب منه أن يسأل يقدم خطبته الشهيرة في كل مؤتمر.. وهي خطبة تكشف عن موقفه المعلن من النظام الحاكم.. يقدح في كل قدم يقف مع أي إنجاز حققته الحكومة لأن “زهير عثمان” لا يرى في الإنقاذ إلا كل سوء وقبح.. والصحافيون المناضلون الشرفاء محل تقدير الشعب لأنهم أمل الأمة وقلبها النابض وضميرها الذي ينافح عنها.. كتب “زهير عثمان” في صحيفة (سودانيس أونلاين) الإلكترونية ينعي امرأة رحلت عن الدنيا امتهنت صناعة الخمر ورفعها في مقام عالٍ.. وإليك عزيزي القارئ ما كتبه المناضل والقلم الذي يقاوم دكتاتورية نظام “البشير”.. (غادرت دنيانا الفانية الإنسانة (….) التي وهبت حياتها لتطوير صناعة المشروبات الروحية السودانية بفهم عميق لدور الخمور في حياتنا العامة لقد أسست في الديمقراطية الثانية أشهر إنداية في الحضر ذات علم أزرق، وبعدها استمر العمل حتى قيام انقلاب الإنقاذ وظلت تصنع كل المشروبات الروحية السودانية العرقي والمريسة والعسلية بجانب الكجو مورو، وهي أول من أدخل النكهات على العرقي السوداني ولقد خدمت الخمور البلدية والمزاج الأم درماني لمدة أكثر من نصف قرن.. ربي إنها إنسانة متواضعة قدمت ما تعتقد أنه الخير فاغفر لها إنك سميع مجيب لها الرحمة، وينتهي العزاء بالمقابر وسوف يظل منزلها قبلة للمعزين إلى يوم (الاثنين) القادم وبعدها تغادر الأسرة إلى (…)…)
هذا نص ما كتبه المناضل “زهير عثمان” الذي يعلم عن سيدته الراحلة أنها أول من أدخل النكهات على العرقي. ولكنه لم يطالب بتسجيل تلك البراعة في الملكية الفكرية.. و”زهير عثما”ن خبير بتاريخ (الأنادي) وأسماء بائعات الخمور البلدية.. لذلك سكب الدمع والحبر على الصحيفة الإلكترونية (سودانيس اونلاين) والتي احتفت بما كتب “زهير”.. لأنها مناضلة وجعلت من صفحاتها خنجراً في خصر النظام حتى يسقط ويرتاح أهل السودان من نظام حرمهم من المزاج الذي قال “زهير” إنه (أم درماني) ليرتكب خطيئة أخرى وجريرة بحق بقعة الإمام “المهدي” الطاهرة أم درمان الأنصار والختمية.. وقبة “المهدي”.. و”الشيخ قريب الله” و”الصائم ديمة” مزاجها في القرآن لا الخمور البلدية كما يدعي المناضل “زهير”.. أم درمان “ود البنا”.. و”ود البصير” .. و”ود نميري”.. والخليفة “عبد الله تورشين”.. والأطهار الأنصار.. لا يشربون خمر الأنادي وبيوت العرقي والكجو مورو والمريسة.. لكن المناضلين من كل ألوان الطيف اليساري ويسار اليسار ويمين الوسط ووسط اليمين، يدمغون أم درمان بالعهر ودونكم ما كتب “حمور زيادة حمور” عن (مريسلية) في رواية (شوق الدرويش) حتى ثار في وجهها المناضلون حينما كتبنا دفاعاً عن المهدية المفترى عليها.. واليوم يسقط مناضل آخر في امتحان الضمير وشرف المهنة.. والخلق القويم والقلم النظيف الشريف ويلوث صحيفة لا ينقصها لوث المرض والغرض ويمجد بائعة خمور.. وهبت عمرها لصناعة أم الكبائر وإفساد الأخلاق وارتكاب المعاصي والفجور في عصيان رب العباد.. ويأتي صديق لها ويمجد صناعتها وحرفتها.. ويعلي من شأن الانحطاط الأخلاقي لأن “زهير” مناضل جسور يحارب الإنقاذ ونظام المؤتمر الوطني وجهاز الأمن بكل الوسائل، وأن الراحلة التي نسأل الله أن يغفر لها بعد موتها واحدة من المناضلات.. مبروك للإنقاذ إذا كان خصومها وقادة مشاعل التنوير لإسقاطها هم من طينة “زهير عثمان” ومن سار في دربه..