من أين استمد نجل “الميرغني” هذه القوة؟!
من أين استمد نجل مولانا “محمد عثمان الميرغني” “محمد الحسن” هذه القوة ليقرر في شأن الحزب ويفصل قيادات بمثابة الآباء أو الأجداد بالنسبة له.. هل يستمد هذا الوريث الجديد تلك القوة وتلك الشرعية من والده، أم أن في غياب الوالد يعبث الأبناء بمقتنيات البيت، فمن تكسر ألقي في القمامة ومن لم يتحطم تستخدم كلمة معليش حصل خير. إن الحزب الاتحادي الديمقراطي صاحب التاريخ والصولات والجولات أصبح عرضة للتندر ومن نجل “الميرغني” يقيل من لم يكن في خطه ويعلي من قدر الذين يسيرون على العجين ولم يخلطوه.هل يعقل أن يفصل هذا الشاب الذي ربما كان حديث عهد بالسياسة سياسيين وشخصياتٍ ناضلت بمالها وفكرها ودمها في سبيل أن تبقى راية الحزب خفاقة؟ هل يعقل أن يفصل شيخ شيوخ الاتحاديين “علي نايل”؟ هل يعقل أن الفارس المغوار الذي يعمل في صمت ويجزل العطاء دون من أو أذى الأستاذ “طه علي البشير” الشخص المؤدب، هل ينتهي تاريخه السياسي بورقة يصدرها نجل “الميرغني” الذي يعتبر في عداد الأبناء بالنسبة للأستاذ “طه”.. وهل يعقل أن يفصل شخص مثل المحامي “علي السيد” الذي كافح ونافح من أجل الحزب ليس لمنصب أو جاه أو مال.. كثير من القيادات التي قام على كتفها الحزب يريد نجل “الميرغني” أن يمسحها من التاريخ السياسي للحزب .. المشكلة ليست في نجل “الميرغني” ولكن المشكلة الأساسية في راعي الحزب نفسه مولانا “الميرغني”، كيف يترك ابنه أن يصول ويجول ويفعل ما يريد، قيادات وقفت معه في كل المحن السياسية، كيف لا يستطيع مولانا “الميرغني” أن يقول لنجله عيب هؤلاء بمثابة الآباء فكيف تتخذ هذه الخطوة، وإما أن يكون مولانا “الميرغني” راضياً عما يقوم به ابنه ومباركاً كل خطوة يتخذها، وإما أن يكون مولانا مغيباً تماماً عما يجري على الساحة السياسية الآن.. ولكن نشك أن يكون مغيباً عما يجري ربما هدف أن يستلم راية الحزب هذا الابن ويحاول أن يقول لهؤلاء القادة العصا لمن عصا أو (دق القراف خلي الجمل يخاف)، يحاول أن يتخذ خطوة استباقية قبل أن يتوحد الجميع وينقلبوا عليه. ولكن إن ظن هذا الظن يكون قد أنهى تاريخه السياسي الذي لم يبدأ لأن قادة الحزب الاتحادي الذين فصلهم تمرسوا في دروب العمل السياسي سنين طويلة، وتلك الممارسة تجعلهم أكثر حنكة وخبرة منه ويمكن أن ينقلب ما فعله عليه.. لأن هؤلاء القادة أيضاً لهم جماهير وسط الحزب وكانوا الآمرين الناهين، لذلك إذا أراد نجل “الميرغني” “محمد الحسن” أن يعالج ما خطته بيمنه يجب أن يتراجع عن القرارات التي اتخذها.. ثانياً أن يجمع كل القيادات من أجل استمرار الحزب إلى الأمام سواء خاض الانتخابات أم لم يخضها، المهم أن يعالج الأخطاء لأن الخطأ لا يعالج بخطأ، إن أراد أن تعود للحزب مكانته وقوته وسط جماهيره.. وإلا ستطول المعركة وسيكون الخاسر هذا الحزب وليست تلك القيادات.