الطاهر ساتي

ولعوه


:: رغم الهدوء العام، ببعض الدوائر الإتحادية والولائية – وكذلك بالدائرة الرئاسية – مواقف وتصريحات طريفة وغريبة..وعلى سبيل المثال، بدائرة دنقلا القومية (2)، وهي إحدى الدوائر الساخنة، إنزعج أنصار مرشح المؤتمر الوطني بلال عثمان بلال من ملصقات المرشح المستقل أبوقاسم بُرطم الموزعة على أعمدة كهرباء دنقلا وأريافها بكثافة، فقال أحد أنصار بلال في إحتفال التدشين محذراً أنصار هذا المرشح المستقل : ( الأعمدة دي حقتنا، وما بنسمح لي زول يعلن فيها)..!!

:: وبدائرة نهر النيل القومية (1)، وهي المرتقبة بحيث تكون (أم المعارك)، يواجه مرشح المؤتمر الوطني محمد البرجوب المرشح المستقل مبارك عباس، وكل المعطيات تُشير بأن البرجوب ( مزنوق شديد)..فالأهل هناك إتفقوا وتواثقوا – قبل أربع سنوات – على إتفاق لم يلتزم به (البرجوب و حزبه)، ولذلك كان طبيعياً أن ( يتزنق)..ولكن الطريف أن مرشحاً آخر، مستقل أيضاً، في ذات الدائرة، واسمه خالد أبو سحر، رمزه الإنتخابي ( المقشاشة)..فاستخدم خالد المقشاشة بحيث يقول شعاره : إنتخبوا المقشاشة ( من أجل ننضف الفضل)..!!

:: أما رئيس حزب اتحاد قوى الأمة، عبد المحمود عبد الجبار، فهذا أمره عجب .. فالرجل – حسب قوله – سلموه مصباحاً مضيئاً ليكون (رمزه الإنتخابي)، ولكنه منذ أسابيع يحتج في الصحف بلسان حال قائل : ( طفوه )، آي إستبدلوا الفانوس المضئ بآخر غير مضئ، والمحكمة رفضت دعواه لعدم الإختصاص..ثم بشرنا المرشح عبد المحمود نهار أمس – عبر اليوم التالي – أن هناك إتجاه لتسوية القضية مع المفوضية، إي ( يمكن يولعوه).. ثم هدد بالإعتصام و الشكوى للأمم المتحدة في حال عجز المفوضية عن الحل..وعليه، منعاً للإعتصام والتدخل الأممي، نقترح للمفوضية بأن (يولعو فانوس الزول دا)..!!

:: وبالمناسبة، علي محمود عبد الرسول مرشح المؤتمر الوطني بالدائرة القومية رهيد البردي (19)، فاز – بهدوء – قبل أسابيع.. نعم، ترشح وحده، وهزم الأحزاب وحده، وفاز بالمقعد البرلماني وحده.. وبالمناسبة، فاز علي محمود قبل أن تبدأ الحملة والإقتراع و الصرف على اللجان والمطابع والعربات و( بتاع الصيوان)..فاز بالتزكية، و التزكية هي الاسم العلمي للإجماع السكوتي..وفي وضع كهذا، يكون الخاسرين هم رئيس وأعضاء اللجنة العليا لإنتخابات مرشح المؤتمر الوطني برهيد البردي..كان عليهم أن يشغلوا بنود الصرف بمرشح مستقل ينافس مرشحهم أسبوعاً وآخر ثم ( يأخد اللي فيه النصيب) ويتنازل ..!!

:: وبالرأي العام، عدد الأمس، نقرأ ما يلي نصاً : ( آن الأوان أن ترحل الأحزاب، جميعها دون إستثناء)..فالمتحدث ليس بقائد عسكري إنقلابي، بل هو الدكتور محمد عوض البارودي، المرشح المستقل لرئاسة الجمهورية..يطالب الأحزاب بأن ترحل رغم أنه بحاجة إلى أصوات بعض قواعد هذه الأحزاب في مقبل الأيام، أو هكذا الذكاء السياسي الخارق لهذا المرشح المستقل..ويبدو أن الصحفي توجس من هذا الطرح وسأله إن كان في برنامجه السياسي ما يشير إلى رغبته في حل الأحزاب..ولكن الحمد لله، فالبارودي لن يحل الأحزاب، ولكن سيدعوها لمراجعة نفسها وأن تتماشى مع الواقع، هكذا يطمئن الأحزاب بعد المطالبة برحيلها.. !!