عفواً حسين (ألوان) !!
*لم أشاهد حلقة (مع حسين خوجلي) التي وردت فيها إشارة لصحيفة (صوت الأمة) ولكني سمعت بها..
*فقد قيل أنه ذكرها من بين صحف حزبية – وأخرى – قال إنها فشلت..
*وبما أنني كنت رئيس تحرير الصحيفة المذكورة فلا بد من تبيان الحقائق..
*فـ(صوت الأمة) لم تفشل لأسباب تحريرية وإنما سياسية..
*فقد كانت أكثر توزيعاً من صحف مشهورة عديدة ومنها (ألوان) حسين خوجلي..
*ولكني تركتها بعد أن ترك الحزب (الطريق) الذي من أجله قبلت برئاسة تحريرها..
*كانت ناجحة – بكل المقاييس المهنية – بدليل استقطابها قراءً من ألوان الطيف السياسي كافة..
*فهي لم تكن حزبية – بالمعنى الضيق – وإلا لما نجا الإمام نفسه من سياط نقدها دعك من الحزب..
*ويكفي أن المهدي سماها (سوط الأمة) عوضاً عن (صوت الأمة)..
*وبعد تقديمنا استقالتنا تم التعاقد مع آخر (تماهى) مع الخط الجديد للحزب..
*وأولى إرهاصات التماهي هذا أن الوافدين الجدد – حسب شهود عيان – نافسوا المهدي في (الكلام) عند ترحيبه بهم..
*ثم تبعوا الحزب إلى أن بلغوا حد (التلاشي) الذي بلغه حواره مع الوطني..
*وعزف أنصار الحزب – قبل الآخرين – عن شراء الصحيفة..
*وهذه هي قصة (صوت الأمة) – يا حسين (ألوان) – وتقارير طباعتها لا تكذب..
*علماً بأن فترتنا فيها كانت (وميضاً) مما حال دون تحقيقنا النجاح الذي كنا ننشده..
*فما يجعل الصحف تفشل هو أن تصدر (باهتة) لا طعم لها ولا لون ولا رائحة..
*أو كما وصفها شهيد الصحافة محمد طه (مثل طعام المستشفى)..
*ثم تكون المصيبة أكبر حين تضيف صحفٌ – فوق الذي ذكرنا – سخف الدوران حول الشخوص مثل ثور الساقية..
*ونعني هنا صحف الحكومة التي فشلت رغم الصرف البذخي عليها..
*فهي لا تحسن أن تجيد سوى عبارة (كله تمام يافندم)..
*ثم لا يتكبد مشاق قراءتها حتى منسوبو الحزب الحاكم أنفسهم..
*ومن الصحف التي كان (لها إيقاع) صحيفة حسين خوجلي قبل أن تتوقف عن (الإدهاش)..
*فليس من المهم الخط السياسي للصحيفة بقدر ما الذي يهم القارئ منها أن (تُدهشه)..
*وهذا ما تفعله صحف الآن مثل (المجهر) و(الإنتباهة) و(التيار) و(السوداني) و(اليوم التالي) رغم إنها لـ(موالين)..
*وما سوف تفعله – بإذن الله – (السياسي) الوليدة..
*أي أن يجد فيها ما هو خارج عن (مألوف) رتابة الأحداث وكأنها نشرات أخبار التلفزيون القومي..
*وحسين دارس الفلسفة – مثلنا – يعلم قيمة الدهشة للعقل البشري..
*فما بالك بالعقل البشري السوداني في (زماننا هذا)؟!..
*وللسبب هذا نجحت (الصيحة) التي احتفلت – البارحة – بإطفاء شمعة عمرها الأولى..
*ثم تشعل شمعات (الوعي) كي تضيء للآخرين..
*وذلك بدلاً من أن تلعن (الظلام !!).