جمال علي حسن

العرب.. قمة تحت النيران


في واقع مشحون بالأزمات ومرحلة هي الأسوأ في التأريخ العربي الحديث بحكم ما تنذر به الأوضاع من ويلات قادمة.. تنعقد اجتماعات الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية أواخر الشهر الجاري في محاولة من مصر لاستعادة دورها التأريخي العربي مع انعدام وجه المقارنة الممكنة بين حقبة عبد الناصر وعهد السيسي الحالي..

لا مقارنة بين قائد ملهم ومؤثر استطاع أن يحصد حب ومناصرة الملايين من العرب لمواقفه مثل عبد الناصر وبين قائد مصري يقود حرباً ضد نصف شعبه..

ستهبط طائرات القادة العرب في شرم الشيخ في وقت تعيش فيه دولة مصر حالة من التوتر الأمني غير المسبوق والتفجيرات وعدم الاستقرار ..

العرب يعقدون قمتهم في ظل نيران كثيفة تطوق المنطقة وتهديد جدي من المعسكر الإيراني ومن التنظيمات المتطرفة في آن واحد.

والغريب في الموقف العربي أن معظم التحليلات السياسية التي تنشرها الصحف العربية وتبثها الفضائيات ومراكز البحوث تمضي في اتجاه اتهام الغرب وأمريكا بالوقوف وراء صناعة التطرف والإرهاب في المنطقة واتهامهم بصنع داعش نفسها ودعمها وتمكينها، في حين أن كل الخطوات العملية التي يتخذها العرب على أرض الواقع للتصدي للإرهاب تجدها مناقضة تماماً لهذه المعطيات، إذ تتم كل خطواتهم بالتعاون مع دول الغرب وأمريكا وما الدور العربي ضمن التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب مؤخراً إلا دليل وشاهد على أن تحليلات العرب تتناقض مع مواقفهم العملية.. ودليل على غياب التخطيط الاستراتيجي العربي لحماية الأمن القومي ..

يراهنون على أمريكا كمخلِّص وحامٍ للأمن العربي ويتهمونها باستهداف الأمن العربي في نفس الوقت ..

القوة العربية المشتركة التي يعتزم قادة الدول العربية طرح مشروعها كجند أساسي وتكوينها في قمتهم القادمة، هذه القوة العربية – نظرياً – يمكن أن تكون هي الخطوة المهمة لمواجهة الخطر الوشيك لكن نجاح تلك الفكرة يشترط خروج القرار العربي من الجلباب الغربي والأمريكي الرمادي اللون أو بالأدق والأصح خروجه من داخل الجلباب الغربي الأحمر بلون الدماء التي تسيل والخراب الذي يحدث.

الأمن القومي العربي لن يتولى أوباما حمايته بالمجان ولن تحميه دول الغرب عشقاً منها لسواد عيون الأمة العربية.. وقد جربتم الرهان على حملات التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش وكانت النتيجة عكسية تماماً إذ زادت قوة وانتشار هذا التنظيم وتوسعت رقعة وجوده وتسللت آفته إلى مناطق أخرى ..

بجانب ما حققه هذا التحالف من تدعيم ومساندة لموقف المعسكر الإيراني ودعم لأنظمته في العراق وسوريا لينتعش ويزداد قوة على قوته فيجتاح حوثيوه صنعاء ..

إن أبسط العمليات الحسابية لتجربة التحالف الدولي تبين الخسارة الفادحة التي تحملها العرب على مستوى أمنهم القومي حيث أحكمت إيران حصارها شمالاً وجنوباً وعادت العافية للنظام السوري وزادت إيران تفاخراً بقوتها وانتصارها على العرب.. وتضاعفت النيران المحيطة بخيمة العرب ..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.