صرنا بائرين ورحنا فيها
خرجت علينا في 14 فبراير المنصرم صحيفة قطرية بتقرير يسد النفس، مفاده أن عدد الرجال في قطر ضعف عدد النساء، يعني هناك رجلان مقابل كل امرأة، بل في أنحاء معينة في قطر – حسب الإحصاءات التي أوردها التقرير – هناك رجلان ونصف الرجل، أو ثلاثة رجال وربع الرجل مقابل كل امرأة! ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هناك «فائضا» في الرجال، والفائض دائما قليل أو عديم القيمة! وإذا زاد العرض على الطلب تصبح البضاعة بائرة، يعني أخوكم/ عمكم أبو الجعافر المقيم في قطر، لا سوق له.
وجاء التقرير الذي أعده صحفي «رجل» بعنوان ظاهره مخادع «المرأة ليست نصف المجتمع في قطر»! وإذا كنت ساذجا فستقول إن العنوان يعني أن الرجل يمثل ثلثي أو ثلاثة أرباع المجتمع، ولكن لو كنت ذكيا وتجيد القراءة بين السطور ستدرك أن تلك الإحصاءات تشير إلى أن هناك «نصف» و«ربع» رجل! هيّ حصَّلِت؟ ثم كيف يسمح شخص يتمتع بعضوية نقابة الرجال والرياييل والزلمات والرجالة والأزوال بمنح النساء ذريعة للتطاول علينا وإلصاق التهم الجائرة بنا: التقرير يؤكد أن النساء أقلية، والموضة في عصر العولمة هي أن تشتكي كل أقلية من أنها «مضطهدة»، والكونغرس الأمريكي «ما عنده يمه ارحميني» في الأمور المتعلقة بحقوق الأقليات، وقد يصدر قرارا يفيد بأن الرجال في قطر من الجنجويد! (تلك المجموعات المسلحة التي يقال إنها تبيد العناصر الإفريقية في دارفور في السودان، والمسألة يا جماعة ليست هزار أو غشمرة.. وأذكر جيدا كيف كانت الكويت قريبة من قلب الإدارة الأمريكية، ثم «طاحت من عين» الرئيس الأمريكي السابق بوش، ولم يذكرها، في خطاب «حالة الاتحاد» ضمن الدول العربية التي قال إنها تشهد تحولات ديمقراطية وإصلاحات سياسية! ليش يا بشبوش وقد رفع كويتي من قبل لافتة ترحيب بوالدك تقول: يعيش الحاج جورج بوش الكندري! قال بوش: أنا واجد زالان منشان حرمة مال كويت ما في سوي ترشيه أو تسويت في انتهابات! المسألة «ملعوبة» بذكاء ودهاء! هل تذكرون المؤتمر الذي انعقد قبل أسابيع قليلة في عاصمة خليجية لبحث «العنف ضد المرأة الخليجية»!!!!! ما معنى هذا؟ معناه أن الرجل الخليجي شرس ومتوحش وتيرمينتور! بالعقل: إذا كان العنف ضد المرأة الخليجية يستحق أن تعقد له المؤتمرات، فمعنى ذلك أن طرفا ما هو الذي يمارس ذلك العنف… وكلك نظر!
ولم يعد مستغربا أن تكتسح البنات الخليجيات امتحانات الشهادة الثانوية.. وفي الجامعة سيم سيم،.. ثم يصدر ذلك التقرير المحبط هذا في 14 فبراير الأغر.. يوم فالنتاين.. بتاع الحب والورد الأحمر؟ وتسبب في الإحباط الذي انتاب «الشباب» عندما تسكعوا كاشخين متأنقين في الأسواق في ذلك اليوم على أمل الحصول على وردة حمراء، فقوبلوا بالتجاهل التام بعد أن علمت الفتيات أنهن عملة نادرة وأن الرجال سلعة بائرة؟
أما أم الفواجع فهي أن الصحيفة التي حملت التقرير اختارت أن تستطلع الآراء بشأن «عيد الحب» واستنطقت الشيخ عبدالسلام البسيوني وهو داعية إسلامي معروف وإمام «جمعة» وفوق هذا فهو من أصول قروية.. وباعترافه فإنه «رجعي»، وله مقالات منشورة تؤكد أنه ليس مواكبا لمستجدات عصر العولمة التي جعلت العديد من الفتيات «عالمات» أو كما يقول العامة في مصر «عوالم»، بل لديه كتاب كامل عنوانه «وقال نسوة»، ويؤكد الكتاب أن أبو الجعافر الذي يقول إن مشاهدة برامج الفضائيات العربية التجارية من مبطلات الوضوء، يعتبر مقارنة به (بالبسيوني)، مرشحا للظهور في برنامج سوبر ستار من فرط «انفتاحه على الحضارة»، وقال البسيوني كلاما تسبب في الاكتئاب الوبائي بين الشباب.
أنا شخصيا أحب شهر فبراير الذي يتوسطه يوم فالنتاين، لأنه الشهر الوحيد في السنة الذي أحصل فيه على راتب يومين أو ثلاثة بالأوانطة لأنه شهر خديج أي ناقص التكوين.. ولكن – يا للحسرة – لم أحصل فيه قط حتى على وردة صفراء بلاستيكية.
jafabbas19@gmail.com