صلاح الدين عووضة

نيكول جاه النبي !!


*كل برامج المسابقات على قناة (إم بي سي) العربية مسروقة من برامج تلفزيونية غربية..
*سواء مسابقات الغناء أو المواهب أو الجوائز أو السيارات..
*بل حتى المصارعة الحرة سُرقت فكرتها لنرى (فراريج!) على الحلبة..
*فالعرب يجيدون تقليد الغربيين في كل ما هو (هايف)..
*أما الأشياء ذات الجدية التي هم بسببها متفوقون علينا فالعرب لا يقربونها أبداً..
*ومن التي لا يقربونها هذه برامج خاصة بتجميع ما تم تفكيكه من آلات..
*والهدف منها تشجيع الشباب على الخلق والتصنيع والابتكار..
*ولكن شباب العرب لا يريدون تقليداً يخلو من (تقليعات) الشعر واللبس والغناء..
*وعلى القناة العربية هذه نفسها رأيت شاباً (يتمايع) بغناء الراب (ولا أجعص رقاصة في شارع الهرم)..
*وشعره مصفف إلى أعلى محاكاة لبعض مشاهير الغرب في السينما والطرب والرياضة ..
*ومعلوم أن غناء الراب هو (موضة) غربية حديثة لا تشبه العرب..
*وأيضاً من ثقافات الغرب الراسخة التي لا يقلدهم العرب فيها أبداً ثقافة الديمقراطية..
*ولكن ليس هذا بموضوعنا اليوم وإنما نتحدث عن التقليد الأعمى في كل ما هو غير(مفيد!)..
*ثم ندلف إلى تقليد التقليد هذا ذاته عندنا هنا في السودان..
*فإن كان بعض العرب أعينهم على الغرب فمن بيننا من أعينهم على العرب هؤلاء..
*وتحديداً على المقلدين اللبنانيين منهم ..
*وبالمناسبة ؛ أغلب برامج المحاكاة التي أشرنا إليها هذه وراءها لبنانيون..
*فهم انتشروا في الأعلام العربي انتشار الشيعة – من أنصار حزب الله – بينهم..
*ثم كنا نحن – في السودان – الأكثر تأثراً بهم من دون العرب أجمعين..
*وأعني التأثر بالذي أدخلوه في لغة الضاد من (تشويهات!)..
*ويكفي أن تلقي نظرة إلى صحافتنا لترى كم من كتابنا يقول (هكذا أمر) بدلاً من (أمر كهذا)..
*وقد حكى لي مرة بروف يوسف نور عوض كيف أنه كان يعاني من المد اللغوي اللبناني بقناة (الجزيرة)..
*وقال – عليه الرحمة – إنهم استطاعوا بعد جهد جهيد التغلب على بدعة (الخبر الرئيس!)..
*ثم هو نفسه كان قد نبه إلى خطورة أن تصير تلفزيوناتنا مقلدةً لقنوات العرب (المقلدة!)..
*أي أن تقلد الذين هم أنفسهم مقلدون للغرب..
*فبدلاً من تقليد برامج مسابقات الغناء الشبابي ليت فضائياتنا تقلد (الأصل!) في ما هو مهم..
*بمعنى أن تقلد الغربيين في نشرات أخبارهم مثلاً..
*ثم في مسابقات برامج الفكر والأدب والاختراع..
*ثم في فن إدارة الحوارات (الراقية) مع الرموز..
*شريطة ألا تكون المذيعة – إن لم يكن مذيعاً – (معطشة) للجيم..
*و(فاسخة) للوجه ..
*ومرددة لعبارة (حابه أسأل)..
*وتتمنى لو أن اسمها (نيكول!!).