عالمية

4 مراحل لتطور وسائل التعبير السلمي “ضد الحكومة” : “من الجدران وإليها نعود”

على مدار التاريخ، تطورت طرق التعبير عن الرأي لتكون أكثر قوه وأكثر قدره للتأثير على الآخرين، محاولةً الهروب من القيود الرقابية، وضوابط المنع التي تقف حائلا بين الحاكم وشعبه، باكتشاف منافذ جديدة تمكن أصحاب الرأي من إيجاد السبيل لتقديم مطالبهم بشكل سلمي.

في هذا التقرير، يرصد «المصري لايت» مراحل تطور وسائل الشعوب في التعبير السلمي عن مطالبهم، بداية من المشنورات السرية، وصولا إلى فن الجرافيتي.

4. المنشورات ومن السرية للعلن

الجماعات السرية كانت إحدى طرق التعبير فى وقت الاحتلال الإنجليزي على مصر، وقد نشطت الجماعات السرية في مصر خاصة وقت الحرب العالمية التانية، ذلك لأن الاستعمار فرض الأحكام العرفية التى حالت دون تكوين أي حزب أو جماعه سياسية، حسب ما جاء في كتاب على أدهم «الجمعيات السرية».

ووفقًا للكتاب نفسه، فقد «بدأ مصطفى كامل فى عام 1905 تكوين الجماعات السرية لمقاومة الانجليزعن طريق تجنيد عناصر من الشعب وتوزيع المنشورات التى تذكر مساوئ الانجليز، وتكونت في البداية من الطلاب، ومن بعد مصطفى كامل جاء محمد فريد ليستكمل مسيره الكفاح الوطني، ومن بعدهم جاء سعد زغلول التى زادت فى عصره طرق المقاومه الشعبيه وتكونت الكثير من الجماعات السرية، وتألفت من العمال والطلاب وغيرهم، وكونت صفية زغلول أم المصريين جماعة سرية من النساء والتى وزعت المنشورات في وقت نفي سعد زغلول».

«سنقاتل.. سنقاتل، كان أول منشور يطبع فى بورسعيد عام 1956، وتضمن تحفيز الشعب على القتال، ووزعت المنشورات فى شوارع بورسعيد ولصقت على الأعمدة والجدران، ودعت الشعب للاصطفاف وعدم السماع للعدو وساهمت فى توحيد الصف الشعبى ضد الاستعمار»، حسب ما ذكره علي أدهم في كتابه.

3. الصحافة

كانت لسان حال الشعب والحكام أيضًا فمنذ بدايتها فى وقت الحملة الفرنسية كانت تستخدم في نقل أوامر نابليون للشعب ثم بدأت الصحافة المعارضة في الانتشار، فكانت جريدتي «التجاره» و«مصر» لصاحبها أديب إسحاق، هى رمز الصحافه المعارضه فى هذا الوقت، لذلك أمر الخديوي بغلقهما، حسب ما جاء في كتاب «تاريخ الصحافة المصرية» لدكتورة نجوى كامل.

من بعده جاء جمال الدين الافغاني والإمام محمد عبده وأصدرا جريدة «العروة الوثقى»، وقد أمر نوبار باشا بتغريم من يملك الجريدة مبلغ مالي من 5 جنيهات إلى 25 جنيه.

لم تقتصر دور الصحافه فقط على المعارضه بل التثقيف أيضًا فصدرت مجلات «الأدب» و«الحقوق» وغيرهم، وفي عهد عباس حلمي التاني صدرت جريده «المؤيد» التى وقفت مع الخديوي ضد الانجليز، وقتها استخدم الانجليز الصحافه كوسيله للسيطره على الشعب فأصدر اللورد كرومر جريده «المقطم».

وتقول نجوى كمل في كتابها: «كانت السخرية إحدى أدوات المعارضة أيضًا، عندما أصدر محمد توفيق مجله (حمارة منيتي) التى تميزت بالنقد الساخر للأحداث والشخصيات، وصدرت أيضًا مجلة (ألف صنف) لبديع خيري، و(الكشكول) لسليمان فوزي وغيرهم».

2. فن الكاريكاتير والسخرية كوسيلة للخروج من الأزمة

هو إحدى الفنون الساخرة التى استخدمها المصريين للسخرية من واقعهم ومن الأنظمه السياسية، فكانت الجرائد عامره بكاريكاتيرات ساخرة فى الكثير من الأوقات، استخدمها المصريين للسخرية من واقع الاحتلال قديمًا والسخريّة من حياتهم والحكومة حديثًا.

ويقول الدكتور ممدوح حماده، في كتاب «فن الكاريكاتير من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة»: «سخر الشعب على مر العصور باستخدام الرسومات ومع تطور الزمن بدأ الكاريكاتير في الانتشار على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح لا يتضمن فقط السخرية بل تضمن أيضا التوثيق للكثير من الأحداث، وأصبح فنانو الكاريكاتير يرسمون التاريخ».

1. فن الجرافيتي.. ضد الرقابة والتحفظات

لم تنته الشعوب من ابتكار حلول سلمية للتعبير عن رأيها، وكان من بين الأدوات السلمية المستخدمة هي الرسم، الذي تحول تدريجيا من الكاريكاتير إلى الجرافيتي (فن الرسم على الجدران) الذي يتغلب على كل القيود الصحفية والرقابية التي تمنع توصيل بعض الأفكار الثورية المعارضة، حتى يستطيع أي شخص أن يراه، سواء فى الطرقات والممرات والأزقة.

ومنذ ثوره 25 يناير حتى الآن، «أصبح فن الجرافيتي هو الوسيله الأكثر انتشارًا للتعبير عن رأي الشارع المصري، وامتلئت الشوارع برسومات للشهداء وبعض الأحداث التى مرت على مصر، وبعض الأراء، وما زالت الشوراع تمتلئ بالجرافيتى، فكل ما تحتاج إليه هو فكرة وعبوات اسبراي أو علبة ألوان»، حسب ما جاء في كتاب «أرض أرض» للكاتب والمصور الفوتوغرافي شريف عبدالمجيد.

%D8%AA%D8%A7%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D8%A8
img 2580

المصري اليوم