قراءة استراتيجية لعاصفة الحزم البرية 1-2
تُحظى العلميات العسكرية التي يقودها تحالف تتزعمه العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بدعم استخباري ولوجستي أمريكي، وتأييد إقليمي ودولي واسع، والتفاف عربي غير مسبوق.
العمليات المسماة (عاصفة الحزم) ابْتُدِرتْ بضرباتٍ جويِّة وجهتها الطائرات السعودية لمعاقل جماعة الحوثيين، حيث بلغ إجمالي المشارَكة المُعلنة في العملية حتى الآن 185 طائرة مقاتلة، بينها مائة من السعودية التي تحشد 150 ألف مقاتل، ووحدات بحرية على أهبة الاستعداد للمشاركة إذا تطورت العملية العسكرية.
يشار إلى أنه شاركت في الموجة الأولى من الهجوم بجانب السعودية كل من الإمارات بـ(30) طائرة، الكويت15، البحرين 15، قطر 10، والأردن والمغرب بـ (6) لكل منهما، والسودان بثلاث طائرات. فيما أكدت كل من مصر، الأردن، باكستان، والسودان مشاركتها في العملية البرِّية ضمن (العاصفة) إذا ما تم اعتماد هذا الخيار.
وبغض النظر عن القراءة السياسية للواقعة، والقفز عليها إلى قراءة استراتيجية استشرافيه، وبالإشارة إلى خبرين صغيرين ربما ينموان أكثر إلى أن يشكلا لاحقاً، حين تُبتدر المعركة الحقيقية (البرِّية) الفاصلة، (ارتكازاً) لها عندما تحين، وهذا لن يحدث قريباً على كل حال.
الخبر الأول هو ما صرح به لوكالات أنباء عديده، شهود عيان قادمون من مدينة الحُديدة غربي اليمن بأنهم شاهدوا وهم طريقهم إلى صنعاء أمس ناقلات كبيرة في طريق (الحديدة الحَيمة صنعاء) مصحوبات بأطقم أمنية وعسكرية وعلى متنها صناديق ضخمة على طول الناقلة يعتقد أنها (صواريخ) طويلة المدى، ومضادات طائرات.
وإذا ما قرأنا هذا الخبر بمعية آخر (سبق العاصفة) بأيام، بأن سفنا إيرانية كانت أفرغت شحنات من الأسلحة المتطورة في مينائي الصليف والحديدة، يتضح لنا أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
خبر آخر يبدو صغيراً كسابقة لكنه في واقع الأمر يكتسب أهمية استراتيجية لا تقل عن نظيره أعلاه، من وجهة نظر استراتيجيات الحرب طويلة الأمد، يقول الخبر الذي بثته قناة الوصال السعودية إن اللواء علي محسن الأحمر عاد أول أمس إلى محافظة مأرب، شرقي البلاد من أجل تنظيم وقيادة أكبر تحالف عسكري قبلي لقتال الحوثيين.
معروف أن اللواء الأحمر وهو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني المعزول (علي عبد الله صالح) المتحالف مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والأحمر قائد عسكري محترف وفذ تولى تولى الحرب ضد الحوثيين عندما كان قائداً للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، وكان حينها الرجل الثاني في اليمن بعد علي صالح، إلا أنه انقلب على أخيه وأيد الثورة، مع تفاقم الخلافات بينهما إثر بروز نوايا صالح توريث الحكم لابنه أحمد قائد الحرس الجمهوري حينها، بعدها أصبح الأحمر مستشاراً للرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو من المقربين للسعودية والجماعات السلفية في اليمن.
وهكذا يبدو وبناءً وبمعالجة الخبرين واستقرائهما أن قوات (العاصفة) سيكون قائدها اللواء الأحمر في المعركة البرية، وأن الحوثيين يدخرون كل سلاح الجيش اليمني والأسلحة الحديثة القادمة من إيران لذات المعركة، التي من المتوقع أن يقودها عدوهم التقليدي (اللواء الأحمر).