زاهر بخيت الفكي

إلى داعش ذهب هؤلاء..!!


إلى غيرها ذهب غيرهم وما أكثر الطرق التى تؤدى إلى الضياع..
جاءت تحمل شهادة عربية مع أمنيات والدها وأحلامه فى أن يراها بعد سنوات قلائل وقد إرتدت روب التخرج فى جامعتها المرموقة المميزة التى اختارتها وكليتها العلمية التى تتناسب وما لديها من شهادة رغم ارتفاع الرسوم الدراسية المطلوبة ، يجب أن تهتم فقط بدروسها مع التزام والدها بتوفير كافة المعينات لها هنا وتحقيق نفس مستوى الحياة التى كانت تعيشها فى المهجر مع والديها ، جاءت إلينا لتبقى بيننا هنا لسنوات أربع أو أكثر لا مجرد إجازة تقضيها بين الأهل مع أسرتها ربما لا تزيد عن الشهر فى كل مرة وبعد عدة سنوات ..
رفضت العيش مع أهل والدها أو والدتها هنا وفضلت العيش فى الداخلية المميزة مع رفيقاتها مع رفضها التام لكل أنواع الطعام من منازل أهلها فقط تعتمد على الأطعمة الجاهزة (الدليفرى) ، لا بأس طالما أرادت هى ذلك والداخلية نفسها التى تُقيم فيها تُكلف كثيراً من المال وهى تتوسط أرقى الأحياء عندنا ربما يفوق كثيراً ما تنفقه على ما دفعته للجامعة تلك ، الوالد المُهاجر يدفع على أمل أن تُحقق له فى المستقبل القريب ما يتمناه وما يحلم به ، انتهى العام الدراسى الأول وللأسف النتيجة كانت محبطة جداً حاولت أن تُخفيها عن والديها ولكن غيرها أخبرهم ، كانت الملاحق ولم تكن نتيجتها بأحسن من الأولى وتتالت الاخفاقات ثم كان الفصل من الجامعة والبحث عن جامعات أخرى ثم العودة النهائية إلى أسرتها وبلا شهادة ولا أمل ربما فى تحقيقها من بعد..
كان مميزاً هذا جاءنا بشهادة عربية تفوق بها على غيره هناك أهلته للدخول فى جامعة مميزة جداً هنا فى (كلية) تتمناها لأبناءها كل الأسر السودانية لم يبحث عن داخلية كتلك بل فضل البقاء مع أسرتهم الكبيرة هنا، وفر له والده سيارة لتُعينه على الذهاب إلى الجامعة وتقيه معاناة المواصلات ومشقتها التى لم يتعودها من قبل ولن يحتملها اليوم مع توفير كافة المُعينات الأخرى من مال وهاتف وغيرها ، كان الفشل به يتربص مع الحرية المُطلقة لم يتجاوز عامه الأول أبدا إلى غيره من الفصول ، ظل يكذب ويكذب على أسرته البعيدة والقريبة عندما يُسأل عن الجامعة بأن التفوق ما زال يلازمه وقريباً جداً سيكون الفرح الكبير بانتهاء الجامعة والحصول على الشهادة التى تمناها والده وبقية أسرته ولكن ( حبل الكضب قصير ) انكشف المستور عن صاحبنا المفصول..
كم هم أمثالهم بيننا..
يا أهلنا المال وحده لا يُحقق ما تتمنونه لأبناءكم بلا رقابة أو متابعة..
الفشل فى الدراسة للبعض ربما أقل الخسائر هو ..
نخشى على ضياع الأخلاق والقيم..
الله المُستعان..