زاهر بخيت الفكي

عاصفة الحزم ..هل تجُب ما قبلها..؟


ما زال غبارعاصفة الصحراء عالقاً يحجُب الرؤية..
عقود مرت ورؤية أهل الخليج لنا يشوبها كثير من ( الغباش)..
عاصفة عنيفة تبدلت بها الأحوال كثيرا ، لم يهدأ العراق ويرتاح قليلاً من حربه الطويلة العقيمة مع إيران حتى زج نفسه فى حرب أخرى لم تنته بعد ، حتى بعد ذهاب من أشعلوها ومن شاركوا فيها ، ما زالت تبعات اجتياح العراق للكويت باقية ، تأثرت بها علاقات الدول العربية مع بعضها البعض وتأثر بها العراق الدولة صاحبة الامكانيات الهائلة التى ما زالت تدفع فى هذه الفاتورة بعد احتمالها لكثير من الضربات الموجعة ، عاصفة الصحراء التى صاحبت تحرير الكويت والتى ضللنا بسببها الطريق فى الوصول إلى علاقات مثالية تجمعنا مع دول الخليج والعالم أجمع الذى اتحد يومها فى الدفاع عن الكويت ..
خارج السرب كان التغريد،الانقاذ الثورة كانت فى نهاية عامها الأول.
اجتاحت العراق الكويت الدولة ذات السيادة المُعترف بها ، تداعت معظم دول العالم الكبرى وعلى رأسها أمريكا لإرغام العراق على الخروج من الكويت ، لكن الثورية السائدة وقتها آثرت الانحياز إلى الفريق الأخر (العراق) وبعضاً من الدول ( المشاترة )ربما لم تقُم الحكومة السودانية بإرسال أى دعم عسكرى أو غيره لنُصرة أهل العراق لكن سخرت ألتها الاعلامية وقتها فى الهجوم على كثير من الدول العربية وعلى رؤساءها ولم نستثنى أحداً من الهجوم ، كنا للأسف أكثر فاعلية من صحاف العراق فى هجومنا عليها، خرج العراق بعد عاصفة الصحراء مهزوماً بعدها وخسرنا نحن علاقاتنا مع كثير من دول العالم والدول العربية أخص وعلى رأسها دولة الكويت ذات الأيادى البيضاء الطويلة علينا وعلى غيرنا واتبعنا من لم يزيدوننا إلا رهقاً وبؤسا..
لم تفيد كل المحاولات لا الدبلوماسية ولا غيرها فى رتق ما فُتق فى علاقتنا مع العالم وعودتها إلى ما كانت عليه قبل عاصفة الصحراء ربما العراق الدولة المُمزقة نفسها أعادت كثير من علاقاتها الخارجية حتى مع الكويت بعد أن دفعت وما زالت فواتير عالية القيمة جراء الاعتداء ، ما عُدنا نتمتع بما كنا نتمتع به من علاقة كان يسودها كثير من الاحترام والتقدير والتعاون ، افتقدناها بسبب موقف أو تصريح سياسى لم يكن سليما وبلا مبرر كان الوقوف مع دولة اجتاحت أخرى وأقلقت مضاجع أهلها..
عاصفة الحزم (عاصفة) ربما يزول بها ما علُق من غُبار وأتربة فى جدار علاقتنا مع الدول العربية ودول العالم الأخرى التى تُساند وتدعم الشرعية فى الجمهورية اليمنية واعادة الأمور إلى نصابها ، حسناً فعلت الدولة فى انحيازها ووقوفها بصلابة مع الدول المتحالفة لحسم الفوضى بالحزم المطلوب..
والله المُستعان..