صلاح الدين عووضة

ومصطفى (موديل 2015)!!


* أيقظني تغريد طائر وعتمة الفجر ما زالت تعم الأرجاء..
* لم يكن هناك من طائر يغرد سواه- في تلكم اللحظات- رغم كثرة الأشجار..
* استشعرت سعادة (نادرة!) أيقظتها في دواخلي- مع يقظتي الحسية- ذكريات أيام خوالٍ..
* ومن الذكريات هذه قصيدة مدرسية يقول مطلعها:
طائر يشدو على فنن…
جدد الذكرى لذي شجن…
قام والأكوان نائمة…
ونسيم الصبح في وهن…
* فقد كنا ننشدها لحناً على أنغام طيور تغرد على أغصان الأشجار المتناثرة في باحة المدرسة..
* كانت سيمفونيات عشوائية رائعة تشارك فيها العصافير والقماري والكُرج..
* ومن وحي السعادة (الفجائية) هذه قفزت إلى ذهني تساؤلات عدة:
* لماذا ترتبط السعادة لدينا بالذكريات الماضوية- دوماً- عوضاً عن واقع وإن بدا (أليماً) مثل واقعنا الراهن؟!..
* ولماذا يبقى الماضي هذا- بذكرياته- هو (الزمن الجميل) الذي نعجز عن استشعار مثله في كل مرحلة حاضرة من مراحل عمرنا؟!..
* ولماذا ننظر إلى مسببات السعادة وكأنها محفوظة في خزانة خلفية (مفاتيحها) لدى طائر حين يغرد، أو نسمة حين تهب، أو سحابة حين تمطر؟!..
* (يعني) باختصار؛ لماذا نترك ما تجود به لحظات الراهن المعاش من مُسعدات تنسرب منا لنجترها بعد ذلك كذكرى ماضوية (لذيذة) بين يدي ذي صلةٍ من طقس أو منظر أو تغريد؟!..
* صحيح أن (قبح!) الراهن قد يكون- أحياناً- أقوى من أن يسمح باستشعار نفحة من نفحات السعادة ولكن محض القدرة على الاجترار الذي أشرنا إليه يعني أن في الإمكان عدم الاستسلام الكلي لوحشة (الكآبة)..
* فطاقة النفس تتجدد بالتفاعل مع الذي حولنا من جمال بينما تخبو وتذبل وتندثر مع طول التعايش مع الإكتئاب..
* بل إن كثيراً من الأمراض العضوية- بما فيها الخبيث منها- قد يكون سببها (نفسي!)..
* وزميل من زملاء الدراسة كان قد حكم على نفسه بالجنون- ثم الإعدام- بسبب حبس نفسه في سجن محبوبة من (الماضي) ..
* فلا هو استطاع نسيانها- بعد هجرها إياه- ولا هو قدر أيضاً على استحضار ما كان بينهما من لحظات سعادة ليستمد منها (طاقة) تعينه على مواصلة مشوار الحياة..
* فلا يعقل ألا يكون هناك طائر غرد فوق شجرة كانا يقفان تحتها..
* أو موجة تكسَّرت عند اقدامهما اثناء جلوسهما على الشاطيء..
* أو نسمة مسائية عطرة هبَّت نحوهما من جهة الحقول..
*وللذين يرون أن (قسوة!) الواقع تهزم السعادة أهديهم هذه الكلمات الرائعات:
بكرة تتحقق أماني …
والفؤاد يرتاح ويتجدد زماني…
والسعادة تكون جزاء صبري وصنيعي..
*فقط عليهم أن (يساعدوني) – وأنفسهم – بعدم الإنصات إلى الآتي:
*كلام الحاكمين ، و(آلام) المعارضين ، و(أحلام) المرشحين..
*ثم مفردات مصطفى إسماعيل (موديل 2015!!).