زاهر بخيت الفكي

محنة كُد البلا لبن ..!!


حبابو النافع..أُس العلاقات الدولية هى المصالح المتبادلة بين الدول ..
هل من وجود لعلاقة حقيقية قائمة بين دولة وأخرى بلا مصلحة وراء قيامها ، حماية حدود ، مصالح تجارية ، تبادل منافع ، تعاون اقتصادى أمنى أو ثقافى أوغيرها من الأشياء التى تندرج تحت بند المصالح ربما الاقتصاد والمال يتسيدها ، فى عالمنا هناك بعضاً من الدول تعتمد الأن فى مُعظم مواردها على ما يمنحُه لها الغير من هباتٍ ومنح وفقاً لاتفاقيات مُبرمة تُحقق مصالح لهذه الدول الداعمة والمدعومة ، مثلما كانت تفعل الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفاءها فى المُعسكر الغربى وكذلك الاتحاد السوفيتى ودعمه المتواصل لدول المُعسكر الشرقى آنذاك..
ضجت مواقع الاتصالات واشتعلت بالآراء التى تتحدث عن مُشاركة السودان فى عاصفة الحزم ، طرف يؤيد وبشدة تعاون السودان مع غيره من الدول كما كان مُشاركاً من قبل فى كل الحروب السابقة وقد أكسبته تلك المُشاركات قوة ومتانة وندية فى علاقاته الخارجية أيضاً تبييض وجه النظام وهو المُبتغى ، ثم إن التعاون قد يُطيل عمر هذا النظام للبقاء على سُدة الحكم أعوام أخرى بما يتلقاه من دعم ومساندة نظير التحالف مع هذه الدول الثرية ذات العلاقة الوطيدة مع الغرب..
هناك من يُعارض وبتطرف مثل هذه المُشاركة إذ لا يُعقل لنظام لا شرعية له أصلاً أن يتحدث ويُحارب من أجل استعادتها فى دولة أخرى ، هؤلاء ربما دافعهم (بُغض) النظام القائم ومُعارضة كل سياساته وأن لا فائدة تُرجى من وراء ساسة مهما فعلوا فهم من اغتصبوا الديمقراطية والشرعية من أهلها ليلا ، وقد ساءت أحوال هذا البلد فى كل مناحى الحياة فى عهدهم لذلك يكفى المزيد من الفرص فى البقاء ويجب أن يُغادروا..
ثالث يجد أن المُشاركة ربما تُحقق للسودان وأهله الكثير من المُكتسبات إذ تأخر السودان كثيراً بسبب علاقاته المتوترة فى سنواته الأخيرة مع كثير من الدول ، ثم ما هى تلكم الفوائد المحسوسة والنتائج الايجابية التى جناها من تمسكه بتلك الدول التى ظل يُدافع عنها ويدعم توجهاتها ، مقاطعات واتهامات بالارهاب وزرع الفتن ودعم الحركات وتأليب الدول والمنظمات الدولية على السودان انفصل الجنوب بسببها واحترقت دارفور والعالم يتفرج ، هذا ما جناه الوطن والمواطن فى رأى هؤلاء إذ لم يحصل على شئ إيجابى مباشر أو غير مباشر نتيجة هذه العلاقة بل معاناة وحالة فريدة من الضنك سادت فى سنواتنا الأخيرة هذه ..
حبابو النافع وأهلاً بالتعاون مع أهل الخليج والسعودية وزى ما قال المثل السودانى لا داعى ل ( محنة كُد البلا لبن ) طالما أن التحالف يعود على أهل السودان بالنفع المباشر..
مع من أنت…؟
والله المستعان..