جلسة في حضرة “موسى” و”سعد الدين” و”مختار”..!!
بمثل ما نفشل في تسويق أنفسنا في المحافل الخارجية نفشل في إبراز محاسن الآخرين، وما يقدمه أبناء الأمة السودانية لهذا المجتمع. بالأمس جلس معي الأساتذة “موسى يعقوب” الكاتب الراتب بالصحيفة، وكذلك الأديب والشاعر والكاتب الراتب بالصحيفة “سعد الدين إبراهيم”، والشاعر الممتلئ حيوية وظرفاً الشاعر “مختار دفع الله”، كانت جلسة فيها كثير من الذكريات والمعاني الجميلة في حق هذا الوطن وأهله الطيبين. وجاءت ذكرى الراحل المشير “الزبير محمد صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق وخصاله الطيبة وأياديه البيضاء وما يقدمه لمبدعي هذا الوطن في صمت ودون من أو أذى، ذكر أن المشير “الزبير” في جولاته الميدانية على المبدعين بدون ضوضاء ذهب إلى أحد الشعراء وعلم أنه يسكن بمنزل بالإيجار، فتعجب كيف هذا الرجل الذي ملأ الدنيا بأشعاره ألا يحظى بمنزل، فكلف من كانوا معه بشراء منزل له ولم يكن هذا الشاعر هو الوحيد المحظوظ بل كان هناك شعراء ومبدعون امتدت إليهم أيادي هذا الرجل في صمت، ولكنها من الأعمال المسكوت عنها والتي لم نسوق لها كما فشلنا في التسويق لأنفسنا وسط الشعوب والأمم الذين سوقوا لأنفسهم بالذي يملكونه والذي لا يملكونه.
ورواية أخرى قالها شاعرنا الأستاذ “مختار دفع الله” في حق الأستاذ والوزير والمحامي “عبد الباسط سبدرات” قال في كل مناسبة من المناسبات السعيدة خاصة عيدي الفطر والأضحى، كان يحمله مبلغاً من المال لعدد من الشعراء والمبدعين، ظل لفترة من الزمن على تلك العادة الحميدة التي لا يعلمها إلا قلة من الناس. هذه من الأعمال التي تكتب في حسنات الشخص ولابد أن تكتب وتروى للاهتداء بها.
أما أستاذنا “موسى يعقوب” فقد حكى أن امرأة من نساء الحزب الاتحادي الديمقراطي ذاع صيتها بولهها وحبها للسيد “عبد الرحمن المهدي” الذي كان يغرق عليها بالمال ويعطف عليها كثيراً.. ففي مرة من المرات طلبها مولانا السيد “علي الميرغني” وسألها عن سر حبها للسيد “عبد الرحمن” رغم أنها من نساء الاتحاديين، فقالت له رجل هداية وأيده عطاية. وقال لها نحن قالت ليه عندكم القرفة وما بتدوها إلا بالعرفة. فالسيد “عبد الرحمن المهدي” كان رجلاً كريماً ومعطاءً. وقالوا هناك ثلاثة من الشعراء ذهبوا إليه صبيحة يوم العيد ومعهم ظريف أم درمان “موسى ود نفاش”، وعندما دخلوا عليه تباروا في مدحه فأغرق عليهم بالمال، ولكن “موسى ود نفاش” لم يكن شاعراً ولم يعرف نظم الشعر ولا يريد أن يخرج من هذا المولد الذي نال منه الشعراء “عبيد” و”سيد عبد العزيز” فقيل انكفأ موسى على السيد “عبد الرحمن” وأشفق عليه السيد وسأله مالك يا “موسى”، قال له يا سيدي والله أنا ما بعرف زي الكلام القالوا فيك هؤلاء الشعراء ولكن إياك نعبد وإياك نستعين.. فضحك السيد “عبد الرحمن” وطلب من “باب الله” أن يجزل عليه العطاء.
يجب علينا أن نذكر الخصال الحميدة التي يتمتع بها كثير من قادتنا ومسؤولينا وإبرازها للناس حتى الأشخاص الذين لم يكونوا في مستوى المسؤولية لابد أن نتحدث عن أفضالهم ليهتدي بها الآخرون.