ماذا بالجراب يا حاوي..!

شددت رحالي لمدينة كسلا الحبيبة في رحلة إجتماعية استغرقت ستة ايام للمشاركة في مناسبة إجتماعية عائلية.. وانا أهم بالرحيل كان اكبر هواجسي هو تواصلي مع القراء ومتابعة الاحداث التي تعيشها البلاد والتي لا تحتمل الغياب.. لذا حرصت في المقام الاول علي تجهيز وسيلة الاتصال.. حملت جهاز اللابتوب بملحقاته وحتي(وصلة) الكهرباء التي تعينني علي اختيار مكتب العمل في المكان المناسب حملتها معي علي سبيل الاحتياط.. غير أن شبكة شركة الاتصالات زين قطعت بيننا التواصل.. فالحي الذى قصدته هناك ويسمي بحي(العامرية) لا عمار فيه لشبكة زين.. واصبح من الصعب التنقل في المدينة بصورة يومية للبحث عن موقع يمكنني من الاتصال خاصة وانني اطوف داخل الانترنت اولاً بمواقع الصحف والمواقع الالكترونية ومواقع القنوات الفضائية قبل كتابة العمود اليومي وهذا الامر يلزمه الإستقرار.. قلق شديد سببته لهيئة التحرير بصحيفتنا و لقرائي الذين لم ينقطعوا ابداً عن الاتصال بي وبادارة الصحيفة وبعض الزملاء لمعرفة سبب الغياب.. أرجو تقبل عذرى وإعتذارى ولا قطع الله لنا تواصل ولا أسكت صوت قلمي.
لا تختلف مدينة كسلا التي تغيرت تركيبتها البيئية والسكانية بصورة سالبة في طقسها الإنتخابي عن بقية ولايات السودان التي تنقل لنا أخبارها الصحف ولا تختلف حتي عن العاصمة الخرطوم.. حالة سكون وإحباط وتجاهل لإقتراب موعد الإقتراع لا (يشوشها) سوى بعض الوريقات المتناثرة هنا وهناك تحمل اعلانات المرشحين للدوائر الإنتخابية وقد عبثت بها ايدى البعض فمزقت اطرافها واضاعت معالمها.. المواطنون هناك منشغلون بامورهم الحياتية.. لهث حثيث لتوفير لقيمات يقمن صلبهم.. الحديث هناك عن الإنتخابات حاضرها ومستقبلها يجلب السخرية لصحابه فهذه الانتخابات في مخيلة المرشحين ولا تخرج عن دائرتهم.. بل أن بعض المرشحين يخيل لي أنهم غير مدركين لهذه العملية المعقدة التفاصيل والنتائج.. تم حشرهم بأجندة سياسية وهم من غير أهل السياسة.!
علي الصعيد الاخر معارضة الخرطوم التي يقيم معظم قادتها خارج البلاد لا تزال تتملكها الحيرة مابين الحوار(المزعوم) وحملة إرحل التي لم تاتي اكلها حتي الان حتي مع اقتراب موعد الإقتراع.. الامام الصادق المهدى رئيس حزب الامة وكبير المعارضين وقائد سيناريو الرحيل.. لايزال يشاور عقلة في تصعيد حملة(إرحل).. وبعض زعماء المعارضة يحملون امتعتهم ذهاباً وايابا ما بين عاصمة الحبشة ودول الغرب والخليج.. ومعارضة الخرطوم فشلت في تنظيم صفوفها الداخلية.. الحزب الحاكم وحده يتحرك في الساحة السياسية تحرك(الثعبان) داخل الاحراش.. يرتفع صوتها فقط حينما يتحرك(الريس) لإطلاق حملته الإنتخابية من إحدى الولايات.. المشهد في مجمله يشوبه السكون ولا اثر لغبار عاصفة قادمة تكسر هذا السكون القاتل.. الكل يترقب المفاجاة.. الشعب والمعارضة نفسها بكل اجنحتها.. والبلاد تسير بقدرة قادر بتروس بعضها معطل والبعض الاخر خرب.. وكلها عدة ايام تكشف عن عهد جديد غير واضح المعالم والجميع يراهن علي عودة النظام ب(new look).

Exit mobile version