صلاح حبيب

جلسة ما منظور مثيلها!!


نظراً للظروف التي تمر بها البلاد والاستعدادات الجارية في انتخابات 2015م، التي يبدأ الاقتراع لها (الاثنين) القادم، ظننا ــــ وإنَّ بعض الظن إثم ـــــ أن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت برئاسة المشير “عمر البشير” أمس وحضرها الوزراء ووزراء الدولة ظننا أنها آخر جلسات المجلس، ولكن كانت جلسة لمناقشة إصلاح الدولة ولم تكن آخر الجلسات إذ إن الحكومة مستمرة إلى أن تنتهي الانتخابات وتشكل الحكومة الجديدة التي يتوقع لها يونيو القادم، بينما تعلن نتيجة الانتخابات في السابع والعشرين من أبريل الجاري.
لقد كانت الجلسة محضورة بمعظم الوزراء والولاة. وطرح النائب الأول لرئيس الجمهورية تقرير اللجنة العليا التي أشرفت على تنفيذ برنامج الإصلاح. السيد رئيس الجمهورية دخل إلى القاعة عند الساعة الحادية عشرة وخمس وثلاثين دقيقة ورحب بالحضور. ومن ثم قدم النائب الأول الذي استعرض من البداية ملامح التقرير وقدم تلخيصاً للتقرير الذي اشتمل على ست لجان، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية برئاسة السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية، ولجنة الإعلام برئاسة السيد الدكتور “جلال يوسف الدقير” مساعد رئيس الجمهورية، ولجنة الخدمة المدنية برئاسة السيد العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية، ولجنة الأمن برئاسة الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، ولجنة الشؤون العدلية برئاسة الأستاذ “محمد بشارة دوسة” وزير العدل.
تحدث الفريق “بكري” عن كل لجنة من اللجان الست والدور الذي قامت به خلال الفترة الماضية. التلخيص الذي قدمه كان بمثابة فرشة لمعرفة ما قامت به اللجان خلال الفترة الماضية، ومن ثم تحدث كل رئيس لجنة بصورة مختصرة عما تم في لجنته خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد وكيفية عملية الإصلاح، فإن الطرح الذي قدم يبين بأن المرحلة القادمة من عمر السودان سوف تشهد استقرار وانتعاشاً في المجال الاقتصادي الذي تأثر في ما مضى بذهاب جزء عزيز من الوطن وهو انفصال الجنوب، ورغم أن البترول الذي كان يشكل دعامة أساسية للاقتصاد السوداني وذهابه إلى دولة الجنوب إلا أن السودان في الشمال استطاع أن يعيش حالة من الاستقرار. وذكر نائب رئيس الجمهورية السيد “حسبو” أن مسؤولين في صندوق النقد الدولي كانوا يستغربون حول انتعاش الاقتصاد السوداني رغم الحصار وخروج البترول من الميزانية، وفي مجال العلاقات الخارجية استعاد السودان علاقاته مع كل دول الجوار في أفريقيا وتحسنت علاقاته مع دول الخليج، وبدأت علاقات مع روسياً والصين وكذا الحال في مجال التشريعات القانونية والزراعية وكل ما من شأنه أن يصلح حال الدولة في المرحلة القادمة، التقرير برنامج عمل متكامل.
السيد الرئيس بعد انتهاء رؤساء اللجان من تقديم تقرير مفصل عن لجانهم منح الفرصة للتعليق حول التقرير للحضور من خارج الجهاز التنفيذي وحظي رؤساء التحرير بأكبر قدر من الفرص ففي البداية منح الفرصة للصحفيين وقال أكبر الأعضاء سناً فتقدم الدكتور “الباقر” رئيس تحرير (الخرطوم) تحدث عن شجاعة الرئيس السوداني واتخاذ الموقف الإيجابي في عاصفة الحزم، ومن ثم تحدث الأستاذ “أحمد البلال الطيب” وطالب الرئيس بإكمال جميله لمشاركة “الصادق المهدي” طالما هناك انفتاح مع الخارج، وتحدث أيضاً “الصادق الرزيقي” نقيب الصحفيين عن أوضاع الصحافة والصحفيين، وأخيراً طالب الرئيس الحضور ولم تكن إلا الأستاذة “سمية سيد” رئيس تحرير (التغيير) فنالت فرصتها عبر الحضور. وتحدث في الجلسة بعض الولاة وأبدوا آراءهم وملاحظاتهم والبعض طالب أن يطرح التقرير إلى المواطنين باعتبارهم أصحاب الشأن خاصة وأن هناك قضايا طرحت تلامسهم مثل قضايا الخدمة المدنية والتعيينات والترقيات.
العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية حينما تحدث عن لجنة الخدمة المدنية، بدأ حديثه كما تعود أن يبدأ والده بدعاء كثير وكثيف وحينما فرغ قال له السيد الرئيس آمين وضحك الحضور، وزير الإعلام “أحمد بلال” حينما بدأ حديثه رحب بقبيلة الإعلاميين المشاركة في الجلسة.
كان من بين رؤساء التحرير الذين حضروا الجلسة “أحمد البلال” و”الباقر” و”الكرنكي” و”ضياء الدين” و”محمد عبد القادر” و”سمية سيد” و”النجيب آدم قمر الدين” و”عبد العظيم صالح” و”عوض جادين” مدير (سونا) و”الزبير عثمان أحمد” مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون المكلف، وكانت جلسة ما منظور مثيلها، وتبادل الجميع السلام والتهاني والتعارف.