هويدا سر الختم

انتبهوا.. قرار خطير على وشك الصدور.!


نقلت وكالة السودان للأنباء(سونا) قراراً (خطيراً) لمجلس الوزراء في جلسته يوم الخميس الماضي بحضور رئيس الجمهورية.. القرار نقل في تصريحات على لسان وزير الدولة بمجلس الوزراء جاء فيه اعتماد وكالة السودان للأنباء(مصدراً أساسياً للأخبار)..!
القرار مقروء مع التسريبات التي خرجت منذ مدة تتحدث عن اتجاه( لتأميم) الصحافة.. ينبئ بواقع خطير ينتظر الصحافة مقبل الأيام القادمة.. ويبدو أن قرار اعتبار وكالة السودان للأنباء(سونا).. (مصدراً أساسياً للأخبار).. قرار له ما بعده يمهد للخطوة القادمة.. فوكالة سونا ومنذ إنشائها هي وكالة حكومية يعمل بها(موظفون) لديهم مرتبات ثابتة تصرف من خزينة الدولة وحوافز.. الوكالة معنية بتغطية أنشطة الدولة المتعددة كإجراء طبيعي يمكن الحكومة من محاسبتها في حال التقصير وهذا ما لا تستطيع فعله مع صحافة القطاع الخاص.. ومن هنا كان للدولة أجهزتها الصحفية(مكتوبة ومرئية) لضمان تغطية جميع الأحداث والتوثيق بإلزامية ويمكنها أيضاً أن تفرض على الصحفيين في الوكالة الحضور في أي وقت والسفر لمرافقة السياديين وتحديد نوعية الأخبار التي تنشر والتي لا تنشر حسب(مزاج) الحزب الحاكم.. غير ذلك لا يميزها شئ آخر عن صحافة القطاع الخاص التي تملك الحق بالدستور والقوانين على أداء دورها في المجتمع بحيادية ومصداقية وبشفافية لا تحتملها الأجهزة الحكومية وهي حق أصيل للشعب والوطن..!
السؤال المهم الآن: إذا قامت أي صحيفة بنقل أخبار الحكومة وتصريحات السياديين يمكن بموجب هذا القرار الصادر من مجلس الوزراء باعتبار وكالة السودان للأنباء مصدراً أساسياً للأخبار أن يتم(ببساطة) توقيفها أو تقديمها للمحاكمة. وهل على الصحف اعتباراً من تاريخ القرار نقل أخبارهم من(سونا)..؟؟
ما يفهم من هذا القرار إسقاط الحق الدستوري للصحافة في حرية العمل الصحفي ونقل الأخبار بشفافية ومصداقية من مصادرها عن طريق محرريها.. وحتى إذا لم يتم تفعيل القرار فوراً والقاضي(باحتكار) وكالة السودان بنقل أخبار الدولة.. يمكن إخراجه في أي وقت حسب الأجندة واستخدامه سلاحاً تضرب به الصحف.. ما هذا الذي يحدث بحق الله.. الغريب في هذا القرار أنه بلا معني ولا يمكنه سحب البساط من الصحافة بهذه السهولة في شق هام من عملها ما لم يكن يمهد الطريق ربما أمام قرار وشيك بالتأميم وقد يكون منذ فترة قد شكلت له لجنة سرية قدمت توصياتها على قرار ما حدث في بدايات عهد مايو حينما شارك كبار الصحفيين في(مذبحة) الصحافة في اللجنة التي أقرت تأميم الصحف وتأسيس وكالة أنباء واحدة تكون مصدراً أساسياً للأخبار فكانت(مؤسسة الدولة للصحافة) وأصبحت صحيفتا الأيام والصحافة هما الصحيفتان الرسميتان للدولة وأصبحت هناك وكالة أنباء واحدة تربعت على عرش الصحافة.!
غير أن هذا الحدث جاء في بدايات عهد مايو، بل في عامها الثاني أي في قمة نفوذها وعنفوانها.. فهل يصلح أن يطبق حزب المؤتمر الوطني هذا النموذج(العار) في هذه الفترة العصيبة التي تقف فيها البلاد على حافة الهاوية.وهل سيعيد التاريخ نفسه ويذبح الصحفيون الصحافة من جديد.