عبد الجليل سليمان

بدون عنوان

ما إن اطلعت على مين شيتات، صحف أمس، حتى وجدت نفسي الأمارة بالغناء تدندن بأغنية الطيب عبد الله مع تأنيث الضمير في (على) على سبيل المُباشرة (وكدا).

قال الرجل وهو يطلع على ذات الـ (مين شيتات) (بتاعت) أمس إنه تذكر أغنية أخرى، أغنية بنات تقول بعض مقاطعها “شل شل كب لي جالون/ طويل طويل يلاّ لي موبيل”. قال أنه تذكر هذا الأغنية التي استعادتها ذاكرته من تضاعيف أفراح ستينيات القرن المنصرم بخيره والماضي بشره. وأضاف ساخراً: هي عناوين الجرايد دي كابين ليها جالون ولاّ شنو؟

(1)

حسناً لا تأبهوا للأغنيتين أعلاه، فهما من سقط متاع غابر الزمان وسالف العصر والأوان، وإنما إيرادانا لهما في سياق (مين شيتات) يوميات الخرطوم الصادرة أمس، جاء من باب التذكرة (لمن شاء فقط). فنحن قوم ديمقراطيون (ولو)!!

ولأننا كذلك، دعونا ننقلكم إلى صنونا في الديمقراطية (الولايات المتحدة الأميركية). ففي الانتخابات التي جرت هناك في العام 1874م، دفعت صحيفة (نيويورك هيرالد) برسمٍ كاراكاتوري بعنوان (الذعر الأميركي)، يظهر فيه (يولسيس إس غرانت) الرئيس الـ (18) لأميركا، وهو يحمل تعويذة (حمار) بدل عن شعار حزبه الجمهوري (الفيل)، لكن الأمور كلها انقلبت على نحوٍ مفاجئ عندما قرر منافسه في السباق الانتخابي عن الحزب الديمقراطي (أندرو جاكسون) الذي يبدو فكرة تعويذة (الحمار) راقت له، فقرر رفعها شعاراً لحملته، مكتوباً تحته (فلتكن السيادة للشعب).

(2)

وهنا ربما حري بي أن أشير أنني لازلت احتفظ ضمن أرشيفي الورقي بمادة صحفية للكاتب السعودي بيومية عكاظ (عبدالله بخاري) تحت عنوان (طرائف انتخابات) مؤرخة بـ (13 ديسمبر2011م). أشار فيها إلى قصة طريفة عن فوز رونالد ريجان الجمهوري على مونديل الديموقراطي رغم أن الأخير كان متقدماً طوال الوقت، إلى أن جاءت المناظرة الأخيرة حيث أشار مونديل إلى العمر المتقدم للمرشح الجمهوري ريجان فوق السبعين، بينما كان هو في (نهاية الخمسين)، وعندما جاء دور ريجان للإجابة، بدأ بقوله إنه لا يرغب في التوقف طويلا عند قلة الخبرة وضعف التجربة لدى منافسه مونديل (صغير السن)، وهنا ضجت القاعة بالضحك والتصفيق، ونشرت الصحف هذه الإجابة بالخط العريض على صفحاتها الأولى، واستطاع بذلك ريجان أن يدير الطاولة لصالحه، ويفوز بالانتخابات.

(3)

(السنة دي الانتخابات مسيخة شديد). (متفق عليه).