جمال علي حسن

ما بعد التعادل في إشباع الغرور


انتهت الانتخابات.. التي كانت الحكومة تصر على إقامتها في توقيتها المضروب مسبقاً ورفضتها القوى المعارضة التي انسحبت مبكراً من طاولة الحوار قبل أن تنعقد جلساتها وأعلنت عن حملة شعبية لمقاطعتها تحت شعار (ارحل) ..

انتهت الانتخابات على كل حال لتترك حالة تعادل بين الطرفين في نسب الرضا عن النفس.. المشاركون والمقاطعون كلاهما راضٍ عن ما حدث ويعتبره إنجازاً كبيراً له.. فالحكومة سعيدة بنجاح العملية الانتخابية وبفوز الحزب الحاكم بفترة رئاسية جديدة مع أغلبية برلمانية وفي تمام الرضا عن حجم المشاركة فيها ومعنوياتها مرتفعة وتقول المفوضية إن نسبة المصوتين، التي وصلت إلى 4 ملايين و800 ألف ناخب – لا تشمل عدد الناخبين خارج السودان – بمشاركة يتوقع أن تصل بعد فرز الخارج إلى 40 % كانت هي النسبة المتوقعة حسب تصريحات رئيس المفوضية.. وطالما أنها النسبة المتوقعة فذلك من علامات الرضا عنها من جانب الحكومة..

أما القوى المعارضة فهي الأخرى محتفية بالموضوع وأعلنت على لسان رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني أن حملتها لمقاطعة الانتخابات العامة نجحت بشكل كبير وأن حملة ارحل قد نجحت في تحريض المواطنين على عدم المشاركة حسب كلام أبوعيسى.

ودون أن نغرق في جدل حول.. من الصادق ومن الكاذب.. فإن علينا أن نتجاوز هذه المرحلة التي انتهت برضا الطرفين، نتجاوزها تماماً فرضا كل طرف عن نفسه وإشباعه لغروره يمكن أن يجعلنا نقول انتهت الانتخابات إلى ما كان عليه الحال قبلها و(يا دار ما دخلك شر) ثم نفكر بإيجابية وبصورة عملية أكثر في إنعاش الحل السياسي من جديد.. فتحقيق الوفاق الوطني والسياسي هو أول وأعجل الملفات أمام الرئيس البشير في دورته الجديدة.. ولا بديل للحل السياسي إلا الحل السياسي.. والمشكلة قائمة وكبيرة ..

الأزمة السياسية في السودان بددت عمرنا في انتظار نهايتها.. كم سنعيش؟ وكم سيعيش هؤلاء الساسة من العمر؟.. وما ذنب الأجيال والأطفال الذين ينتظرون منكم وطناً يفتخرون بانتمائهم إليه؟.. لقد ضاع عمر الوطن.. ضيعتموه في الحروب والخلافات وضاعت أعماركم أنتم وانتهت دون أن تتركوا للبلد (عقاد نافع).. قتل ونزوح وتشرد وكراهية وتعنت ومكابرة وأنانية..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.