ضياء الدين بلال

ملاحظات بقلم الرصاص!


-1-
خطوة في الاتجاه الصحيح، أن يشرع المؤتمر الوطني في تكوين لجنة لدراسة نتائج الانتخابات.

من الطبيعي أن تحمِلَ هذه النتائج ونسب المشاركة مؤشراتٍ وعبراً ودروساً من مصلحة الحزب الحاكم أن يقف عليها، ليؤسس من خلالها رؤية للمستقبل.
المهم، أن لا تقتصر الدراسة المزمع إجراؤها على مجموعة مغلقة؛ فلا بد من توسيع الدائرة، لتضم شخصيات وكفاءات من خارج نطاق الغرف التنظيمية.
أسوأ سيناريو يمكن أن يترتّب على الانتخابات، أن تشتعل حُمَّى الجدل داخل الحزب، وتدخل العضوية في منولوجات تلاوم، وتسعى مجموعات لتصفية حساباتها مع مجموعات أخرى، مُستغِلَّة عتمة المرحلة وتعكر المياه!
-2-

باعتماد أيٍّ من التقديرات المُقدَّمة لنسب المشاركة في الانتخابات من المفوضية أو الحزب أو الاتحاد الأفريقي، يمكن وصف المشاركة في الانتخابات، بأنها دون الطموح وأقل من التوقعات، كما ذكر دكتور مصطفى عثمان في صحف الأمس بأن نسب التصويت لم تكن مرضية لهم.

بكل تأكيد، الأمر لا علاقة له بدعوات المعارضة للمقاطعة؛ فهي لا تملك أدنى تأثير على الشارع العام.
من الخطأ أو الغرض غير الحميد، تحميل المسؤولية لطرف واحد دون غيره، بوضع الجرس على رقبته!
-3-
العامل المركزي الذي أدى لأن تأتي المشاركة في الانتخابات دون طموح المؤتمر الوطني، هو ضعف التنافس أو انعدامه إلى حد الانحسار، في دائرتين فقط، واحدة في دنقلا والأخرى في أبوحمد.

ضعف التنافس من ضعف المتنافسين. على المؤتمر الوطني أن يُجري تقييماً جريئاً وشجاعاً لجدوى علاقاته مع أحزاب بلا وزن ولا قيمة، تستفيد ولا تُفيد، تُنقص منه ولا تزيد عليه.

أحزاب كل وجودها في الحياة السياسية العامة لا يتجاوز طاولة مجلس الوزراء!

المؤتمر الوطني حزب كبير ومؤثر على مجريات الحياة العامة في السودان، ولكن بعامل الزمن في ظل وجوده مع أحزاب وتكوينات قزمية ذات أوزان خفيفة، سيصيبه ذلك بالضعف والضمور.
-4-

قبل أسابيع، في لقاء جمعنا مع بروف إبراهيم غندور، بمنزله مع مجموعة من الصحفيين، قلت له إن المؤتمر الوطني لا يملك خطاباً للمدن؛ فهو يركز على الأرياف، وحتى خطابه للأرياف قديم ومكرر، ولا يحمل جديداً لا على مستوى المضمون ولا الشكل.
صحيح، بمعطيات التاريخ في التجارب الانتخابية السابقة، عادة ما تُمثِّل الأرياف والأقاليم بؤراً تنافسية مُلتهبة، بينما تنخفض درجة التنافس في المدن.
في ذلك الوقت، كانت الأرياف ذات كثافة سكانية عالية. واليوم مع المتغيرات الديمغرافية وحركة النزوح إلى المدن حدث العكس.
-5-
لا بد للمؤتمر الوطني من خطاب جديد يتجاوز به المحفوظات السياسية القديمة، ويُولي اهتماماً أكبر بسكان المدن وشرائح الشباب.

لو أن المؤتمر الوطني استغلّ الاهتمام والزخم الذي وجدته أطروحة الإصلاح والتجديد قبل خطاب الوثبة؛ لاستطاع أن يخلق لنفسه أفقاً جديداً.
من جانب آخر، ربما تتيح الانتخابات فرصة مناسبة للمؤتمر الوطني لمراجعة آليات وطرق الحصول على المعلومات.
والأهم من ذلك، أن تتوفر لديه وسائل للتحقق من صحة المعلومات التي ترد في التقارير الصاعدة من القاعدة للقمة، حتى لا تُقدَّم معلومات زائفة وكذوبة سرعان ما تفضح حقيقتها أشعة الشمس!