صلاح حبيب

بطاقة تجنبك السرقة والقتل!!


تحدث دائماً حالات السرقة بقصد المال، والمجرمون عينهم على المال السائب، فكم من جريمة قتل تمت بقصد السرقة، وكم من فتاة انتزعت شنطتها بالطريق العام، وكان الهدف وراء هذا الخطف هو الحصول على المال.
إن المواطن السوداني مازال يعيش حالة العصور الوسطى رغم تقدم العالم، فشاهدت في بريطانيا أن جل المواطنين لا يحملون نقوداً في أيديهم، فهناك بطاقات يستخدمونها عند دفع تذاكر المواصلات أو شراء الاحتياجات الضرورية من الأسواق، فسألت نفسي لماذا نحن متأخرون في مثل هذه المعاملات لماذا نحمل نقوداً كثيرة في أيدينا ونكون بسببها عرضة للقتل أو السرقة، ولكن من خلال المؤتمر الذي أقامه بنك العمال لخدمة الموبايل وهي خدمة متقدمة جداً وربما هي الأولى في العالم يتم التعامل عبر الموبايل بإيداع وسحب وتحويل النقود لك ولغيرك.. فالمحفظة الإلكترونية هي من الطرق الجديدة والآمنة والفعالة لحمل الأموال وإدارة أي مدفوعات للشخص، فبعد إنشاء الحساب البنكي سيتمكن الفرد من سداد ثمن المشتريات من خلال نقاط البيع التابعة للبنك الموجودة في كل ولايات السودان، وبعد التطبيق يمكن لأي شخص إرسال واستقبال أمواله أو إرسالها للأصدقاء.
إن الخدمة الجديدة التي فتحها البنك وفي حالة التطبيق لأول مرة يقوم المستخدم بتسجيل بعض البيانات كرقم الهاتف ورقم الهوية، وبعد هذا التطبيق يتم فتح الحساب البنكي مجاناً، فالمستفيد من هذه الخدمة يمكنه سداد مدفوعاته الشهرية مثل فاتورة الموبايل والكهرباء ومصروفات التعليم ويمكن أيضاً للمستفيد أن يقوم بشحن حساب بقسائم السحب والدفع الأخرى سواء الصادرة من حسابات أخرى أو المتاحة للشراء عبر منافذ البيع أو التحويل من حسابه إلى آخرين كالأقارب والأبناء بصرفها من أي مكان من خلال الصراف الآلي.
فبقسائم الدفع يستطيع المواطن إصدار قسائم رقمية يمكن من خلالها صرف الأموال من خلال ماكينات الصراف الآلي أو إرسالها عبر الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني لمن يريد القيام بصرفها.
إن خدمة الموبايل التي استحدثها بنك العمال يمكن للمواطن السوداني خلالها أن يواكب التطورات التي تجري في العالم بدلاً عن العيش في القرون الوسطى، فالجريمة التي ارتكبت في مدينة عطبرة وقُتلت بسببها شابة بالتأكيد الدافع هو المال، ولو كان التعامل حسب التطورات العالمية واستخدام مثل هذه المحفظة لا أعتقد أن أولئك المجرمين كانوا قد فكروا في الدخول في مشادة مع القتيلة أو نفذوا جريمتهم التي أصلاً هدفها المال، فنحن في السودان نحمل أموالنا في جيوبنا وفي شنطة العربة ملايين الجنيهات يضعها التاجر في شنطة سيارته وهذه الأموال تكون سبباً لارتكاب الجريمة أو دافعاً لها، ولذلك ما يقوم به بنك العمال في مثل هذه الخدمات يجعلنا نضع أرجلنا في سلم التطور والرقي ومواكبة ما يجري في العالم.
فهناك الكثير من الخدمات التي تقدمها بطاقة (إكسبريس كاش) وهي تساعد في إيداع وسحب وتحويل النقود وقت ما شاء المرء وهي آمنة وتتم الموافقة عليها في دقائق ويمكن التحويل من خلالها بسهولة، وهناك العديد من الخدمات التي تجعل الإنسان آمناً في ممتلكاته عبر هذه البطاقة سهلة التعامل ، حتى الشيكات يمكن التعامل بها عبر التصوير والإرسال لموظف البنك ،دون الحاجة إلى الذهاب لموظف البنك .وهذه أيضاً ميزة تقلل من معاناة المواطنين الذين أرهقتهم عمليات الذهاب من وإلى مع زحمة الطرق والاختناقات، فآمل أن يكون لكل مواطن بطاقة يتعامل بها بدلاً عن استخدام النقود التي تكلفه أحياناً حياته.