صلاح الدين عووضة

العدد في الليمون !!


*وعنواننا هذه هو كناية عن (الكثرة)..
*ومع (كثرة) الحديث عن جيل اليوم نكرر ما كنا ذكرناه سابقاً..
*أي الحديث عن (الجهل السياسي) لدى شباب هذه الأيام ..
* ومما كنا ذكرناه ذاك أن صاحب هذه الزاوية غنى – وهو تلميذ – و مثّل وقرأ القرآن في ليلة واحدة..
* كانت ليلة من ليالي مدرستنا الأدبية حين كان التعليم جميلاً ومجانياً وأسرياً..
* فهو الذي انبرى للتلاوة الاستهلالية و كانت آيات من سورة مريم..
* وهو الذي انبرى لإتمام الدور الناقص في المسرحية وكان دور الممرض..
* وهو الذي انبرى للترنم بأغنية الختام- في غياب من يؤديها- وكانت (انت كلك زينة)..
* وهكذا كان التعليم (شاملاً)- في زماننا ذاك – منذ مرحلة الابتدائي..
* وفي إطار الشمول هذا كان الطالب يفقه في أمر السياسة ما يجعله ملماً بأسماء قيادات البلاد السياسية كافة..
* والفقرة أعلاه هي مربط (الأسى) لكلمتنا هذه على خلفية تحسُّر قيادي إسلامي على الذي آل إليه حال شباب اليوم..
* فقد قال إنهم (يجهلون أمور السياسة ولا يعرفون اسماء القيادات)..
* وهذا الذي قاله القيادي المذكور صحيح ولكنه لا يتفضل علينا بذكر الأسباب التي أوصلت الشباب إلى (الدرك) هذا..
*ولا (أخٌ) له قال الشيء ذاته من بعده ..
* فهل فشلت- مثلاً- (ثورات) التعليم العديدة التي انبثقت عن (ثورة) الانقاذ؟!..
* أم فشلت نظرية (إعادة صياغة الإنسان السوداني) التي بشرت بها كثيراً الإنقاذ هذه؟!..
* أم أن الفشل التعليمي هذا هو نتاج فشل اقتصادي أُدرج الطالب فيه ضمن مصادر (الدخل القومي) ؟!..
* وأياً كانت الأسباب التي أدت إلى (ضياع) شباب اليوم فإن هناك ما نعذرهم على جهلهم به وإن أثار حفيظة القيادي المشار إليه ..
* إنه الإلمام بأسماء قيادات البلاد السياسية في عهدنا هذا..
*فنظام له في العاصمة وحدها أكثر من ستين وزيراً كيف يمكن أن تُحفظ أسماء مسؤوليه؟!..
*أما إن أدرجنا الولاة والمستشارين والمعتمدين و(الخبراء الوطنيين) فالحاسوب ذاته يعجز عن الإحاطة بأعدادهم..
* بل إن القيادي هذا نفسه نتحداه أن يُحصي لنا قيادات نظامه الذي هو جزء منها..
* وسوف نكافئه وأخاه – إن فعلا – بليلة نغني لهما فيها (دخلوها وصقيرها حام)..
*ونمثل لهما جانباً من مسرحية (الناس اللي عملوا قروش)..
*ونقرأ لهما من القرآن (الذين إن مكناهم في الأرض).