ضياء الدين بلال

محتالون في ضيافة الخرطوم!

[JUSTIFY]
محتالون في ضيافة الخرطوم!

صقر قريش يهبط على السودان ويلتقط غنائمه ويهرب دون رجعة، وآخر يدعى الربضي فعل ذات الشيء وخرج بنفس الباب!
وملكة حسناء مزيفة ترتدي “الجرجار” جاءت إلى الخرطوم قالت بأنها من سلالة ملوك النوبة, من الفرع المقيم بدولة ترنداد وأتت إلى السودان للذهاب إلى منطقة النوبة للمعاونة في تأسيس البنى التحتية!
ومجموعة تدعي الانتماء لأحد الصحابة الأجلاء تأتي إلى السودان لتبحث عن أحفادها من بين الوجوه السمراء!
وموظف هندي في مؤسسة اقتصادية كبيرة يهرب بالملايين عبر النصب الالكتروني، يخرج عبر قاعة كبار الزوار بمطار الخرطوم!
وحفيد مزيف لغردون يزور الخرطوم ويعد بالمساهمة في تحسين صورة السودان في بريطانيا!
حينما يفقد الانسان الثقة في نفسه وتاريخه يصبح ضحية مناسبة للقناصين والنصابين والمحتالين ويظل يُلدغ من ذات الجحر عدة مرات دون أن يكتسب حصانة من الخداع!

خطاب الرئيس والشائعات!
مع مرور الأيام وانطواء الاسبوع الا أن الحديث في صحف الخرطوم والمواقع الاسفيرية لم ينته عن الخطاب الاخير لرئيس الجمهورية عمر البشير.
الجميع معارضون وحاكمون ومحايدون -على مستويات متعددة- يقرون بجدية المحتوى و يختلفون على صدق النوايا ولكنهم يجتمعون على نقد لغة الخطاب، اذ أنها جاءت غامضة ومتعالية وذات حس تواصلي منخفض.
لغة خطاب الرئيس البشير في تلك الليلة فتحت الباب على مصراعيه أمام تأويلات متعددة وشائعات شاذة اعتمد بعضها بتطرف نظرية المؤامرة.
ترى لماذا ضعفت الحاسة النقدية لدى السودانيين في الفحص والتمييز بين الشائعات والحقائق؟!
كثير من الشائعات الساذجة تجد رواجا وقبولا حتى في الاوساط المستنيرة، ويتم اعتمادها كحقائق غير قابلة للجدال!
في طقس العتمة وتشويش الرؤية تستوي الاشياء حينما تضيع تفاصيل ملامحها، وتصدق مقولة الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون: (مع انعدام الرؤية يميل المرء لتصديق ما يفضل أن يكون صحيحا)!

كرتي إلى مصر
وزير الخارجية علي كرتي يتجه إلى القاهرة في الايام القادمة، خطوة جيدة وإن جاءت متأخرة!
العلاقة بين الخرطوم والقاهرة لا تحتمل الألوان الرمادية (يا ضل يا شمس) وهي غير قابلة لأن توضع في الثلاجة في حالة تجميد إلى أجل غير مسمى!
منطق السياسة القائم على تغليب المصالح على المشاعر يسمح بأن تدعو لمرسي بأن يفك الله أسره وأن تبتسم في ذات الوقت للسيسي!

رجال في وظائف مرضعات!

الزميلة هبة عبد العظيم تغيب عن التحقيقات لفترة طويلة ولكن حينما تعود تأتي كالعاصفة.
تحصلت هبة على معلومات تؤكد وجود تجاوزات غريبة وطريفة بوزارة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم.
أغرب وأطرف تجاوز هو التصديق لعدد (100) مرضعة لدار الاطفال فاقدي السند بالمايقوما وسط الخرطوم بينهم اكثر من (22) رجلا في وظائف مرضعات بالدار التزموا بإقرارات مكتوبة منهم بالبقاء بهذه الوظائف!
مع فيصل في سلبونا

بدعوة كريمة من الصديق النبيل/ فيصل محمد صالح وبرفقة الصديقين العزيزين محمد لطيف وعبد الرحمن الامين كنا لثلاثة أيام ضيوفاً على أسرة نادي الاستقلال ببورتسودان حي سلبونا، وهم يحتفلون باليوبيل الذهبي للنادي ويكرمون ابنهم فيصل على نيله جائزة القلم الشجاع.
النادي العريق أقام احتفالاً مهيباً كرم فيه والي ولاية البحر الاحمر محمد طاهر ايلا وفيصل محمد صالح، كرم الحكومة ومعارضتها .
في وقت انطفأت فيه أنوار الأندية الاجتماعية والثقافية واحتفظ بعضها بإضاءة خافتة تسمح بلعب الكوتشينة والضمنة، وتلفاز تعرض على شاشته مباريات المصارعة وأفلام الاكشن ظل نادي الاستقلال بحي سلبونا محافظاً على دوره في خدمة المجتمع طوال نصف قرن من الزمان.
الزيارة كانت ممتعة والطقس بديع والاحتفال كان بهياً ومشرقاً بصوت الفنانة الشابة شموس التي اجادت فن الحقيبة وبرعت في الحماسة، وفيصل محمد صالح قلم مبدع ونزيه جدير بالاحترام ولو كنت معه على خلاف.
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني