شوارع مضيئة… على الأقل!
تجربة الإظلام الشامل والتام التي ضربت بلادنا مساء أمس الأول, بسبب عطل طارئ في الشبكة القومية لم تكن الأولى, ولن تكون الأخيرة، حتى وإن تباعدت فترات حدوثها، طالما أن هناك إنتاجا كهربائيا يقترن به الإمداد من خلال أبراج وأعمدة وأسلاك، وطالما كانت هناك خطوط ناقلة واستهلاك متزايد يؤثر على حمولة الأسلاك الناقلة.
التجربة مريرة، خاصة إذا جاءت في مثل هذا الصيف والأيام المنذرة بحر شديد.. وتكون أشد مرارة إذا ما غاب ضوء القمر ليلا، ونحمد الله كثيرا أن يوم انقطاع التيار الشامل كان القمر بدراً أضاء لنا الشوارع والبيوت والأسواق ومكن الكثيرين من إنهاء أعمالهم بأسرع وقت ممكن.
النور عموما يقترن بالطمأنينة والأمن، والظلام يرتبط دائما بالقلق والخوف، لذلك تكون إنارة الشوارع في المدن والقرى والأحياء من الأولويات دائما بالنسبة للسلطات المركزية أو المحلية، كما تعتبر جانبا مهماً من مكونات العملية الأمنية، ولم أعجب يوم أمس عندما كان اللواء عمر نمر معتمد محلية الخرطوم يتحدث عن قضايا المحلية من داخل قاعة المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) مشيرا إلى أن فاتورة الكهرباء التي تسددها المحلية لإنارة الشوارع تتجاوز المليار جنيه.
كنت أتابع حديث المعتمد وطرأت فكرة على ذهني، بعد تجربتنا المريرة قبل يومين في الإظلام التام، وهي أن تعمل الدولة ممثلة في المركز والولايات على إدخال نظام الإضاءة عن طريق تخزين الطاقة الشمسية وذلك في الشوارع الرئيسة والفرعية وفي الأسواق.
قد تكون التكلفة عالية بعض الشيء في البداية، لكنها بعد خصم الفواتير الشهرية التي كانت تسدد لمدة عام مثلا، سنجد أن قيمة الإنارة ستكون صفرا، إلا ما استدعى أو استوجب المتابعة والصيانة.
في بلادنا الآن مصنع لإنتاج وتجميع شرائح الخلايا الشمسية، وأصبح لعدد من السودانيين خبرة في التعامل معها.
فلنبدأ بالخرطوم (الولاية) أولاً، ونهدي هذه الفكرة للقائمين بأمر الخدمات فيه وعلى رأسهم الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر, ثم الذين يلونه في حكومة الولاية من وزراء ومعتمدين ومختصين.. التجربة تستحق.