أنا تُبت..الله يغفر لى..(7)
غفرانك اللهم يا رب..
تهيأ العباد فى فجرهم ذاك لعبادتك وتهيأنا نحن لعبادة الشيطان..
يتوضأ الناس استعداداً لصلاة الفجر طمعاً فى غسل ما بهم من أدران وعلى ظهورنا نحمل فى المزيد من المعاصى والذنوب طمعاً فى دنيا نُصيبها أو ربما لا ، صعدتُ أنا إلى شجرة سُنط ضخمة تقع فى مكانٍ أستطيع أن أكشف فيه حركة السيارات واعدادها إذ ليس بمقدورنا ونحن كذلك أن ننهب أكثر من سيارة ولا يُمكننا كذلك من نهب سيارة بها كثير من الناس ربما بينهم مُحترف مُقاتل أو تهزمُنا الكثرة ..
كُنتُ مُجهداً من السهر ، لم أنُم ليلتها كثيراً إذ لم تكن المهمة سهلة كما يتصور رفاقى وقد تعودنا من قبل على نهب السيارات الصغيرة ، لم يغمُض لى جفن ولم تُجدى كل الكميات التى تناولتها من الخمر فى إسكات الصوت الذى أرهق رأسى بالتفكير فى ما قد يكون فى حال فشل المهمة لأى خطأ قد نرتكبه فى التنفيذ..
رُبما نُقتل ونحن سُكارى لو أخطأ أحدهم..
لم يكن الموت يهُمنى من قبل ولم أُفكر فيه قط،خالدٌ أنا فى هذه الدنيا أفعل ما أُريده بلا وجل هكذا كُنت أظُن ، يائسٌ أنا من الدنيا ومن هم فيها ودنيتى حتى ذلك الوقت لم تتجاوز المنطقة التى أنا فيها ولم أُبارحها لأى مكانٍ أخر لكن الخال الطيب فتح لى بحديثه باب من الأمل والاقبال على الدنيا والعيش فيها كما يعيش أهلى البُسطاء فى قريتنا ، ربما أموت وأنا مخمور ، لص قاطع طرق ، بلا توبة ، لم يُسكرنى ما احتسيته صباح اليوم من خمر بل ظل عقلى واعٍ بما يجرى وقلبى يمتلئ خوفاً من المجهول ، رائحة الخمر النفاذة تملأ المكان حتى ظننتُ أنّ الطير ولى من هذه الشجرة هرباً من رائحة الخمر ، تذكرت الله الخالق بصدق وهو يُمهل فينا رغم المعاصى والآثام وهو القادر على محونا من الأرض فى لمحة وكأننا لم نكن..
أبى العزيز أين أنت هل يا ترى ما زلت بيننا أم غادرت دُنيانا هذه إلى رحاب ربك الواسعة..
أتمنى أن يُطيل الله عُمُرك حتى ألتقيك ..
الجو بارد جميل والخُضرة تعُم المكان ، جاء (الصيد) يتهادى ويسير ببطٍ شديد والأمطار التى هطلت تُعيق حركته وهدوء المنطقة يُساعدنا فى معرفة نوع السيارة القادمة فقط بصوت ماكينتها ومن بعيد ، تهيأنا تماماً لاصطيادها وهى على مشارف الخور رأيتُ أنّ من هم فيها لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة بما فيهم السائق والمُساعد ، هؤلاء يُمكننا نهبهم وببساطة ..
أوقفهم صاحبنا بسلاحه وطلب من الناس الفوق النزول أرضاً..
أنزل سلاحه فى انتظار نزولهم وكانت المفاجأة..
إنقضّ عليه أحدهم من فوق اللورى ..
نواصل..