في تدويل الأصدقاء ..!
“الشفيع جناح الطالب” .. علي بن أبي طالب!
استوقفني دفاع المستعرب الروسي فلاديمير شاغال عن القضايا العربية في المحافل الدولية، وقرأت عن دوره الرائد في التعريف بالأدب العربي وترجمته لروايات نجيب محفوظ، والطيب صالح، والطاهر وطار، وغيرهم .. فضلاً عن مؤلفات مهمة في ذات السياق مثل “العالم العربي وسبل الإدراك”.. “العرب في أمريكا” .. “العالم العربي كيف نفهمه” .. إلخ ..!
عندما شهدت بلادنا مراسم تشييع جثمان أديبها الراحل “الطيب صالح” كان نعي البروفيسور فلاديمير شاغال للطيب صالح مضمناً في تقرير محكم الصياغة مترجم إلى العربية يشق طريقه إلى عناوين بريد مثقفي الخرطوم ..!
نعي الرجل كان شهادة روسية – كاملة الدسم – على أن الفن هو بوابة الشعوب، وجسر التواصل الذي يربطها متجاوزاً حواجز العرق والعتقد والطبقية والسياسة، وعبره يؤكد (برحيل الطيب صالح خسرت الأسرة الأدبية العالمية رافداً إبداعياً بارزاً بيد أن ارثه الأدبي سيظل باقياً كجزء من كنز الابداع الأدبي والثقافي العالمي المعاصر) ..!
البروفسور شاغال ــ المحاضر الأول في كلية الآداب واللغات بجامعة موسكو وكبير الباحثين العلميين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية علوم روسيا الاتحادية ــ هو أول من ترجم إلى اللغة الروسية رواية “موسم الهجرة إلى الشمال”، حيث نشرت في مجلة “الآداب الأجنبية السوفيتية” في بداية السبعينات، وأثارت حينذاك اهتمام المختصين والقراء في الاتحاد السوفيتي ..!
ومنذ ذلك الحين وإلى الآن صدرت من الرواية أربع طبعات باللغة الروسية بأكثر من مليون نسخة ، وهذا يعدّ رقماً قياسياً وسط كل الأعمال التي أنتجها أدباء وكتاب من العالم الثالث ، والطيب صالح هو الكاتب العربي والأفريقي الوحيد الذي ترجمت كافة مؤلفاته إلى اللغة الروسية وهذا بحد ذاته يعني الكثير ! ..
وقد شدد البروفسور شاغال على أنّ إبداعات الطيب صالح يجب أن يتواصل نشرها لمواصلة التأمل والتعمق داخلها حيث تتيح للأوربيين وغيرهم كيفية فهم وإدراك نفسيات ودواخل ليس السودانيين فحسب بل والعرب لإيجاد أفضل الطرق للتواصل والتعامل الصحيح بين الشعوب المختلفة ..!
هنا تجدر الإشارة هنا إلى كتاب أكاديمي قيم صدر في عام 2001 عن أكاديمية العلوم الروسية يدخل حالياً ضمن المنهج الدراسي لطلاب جامعات ومعاهد روسيا المتخصص في شؤون المنطقة العربية ثقافياً واجتماعياً وتجارياً و بلوماسياً !..
هذا الكتاب المرشد من تأليف الدكتور فلاديمير شاغال وعنوانه (العالم العربي .. كيف يجب أن ندرسه ونفهمه .. كيف يتعامل العرب وكيفية التعامل معهم)، ومن بين المصادر المثبتة في فهرسه رواية الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال)، الطبعة الثانية باللغة الروسية لعام 1983م ..!
ألا يستحق مثل هؤلاء المستعربين أن يكونوا ضيوفاً أعزاء ومقدَّرين على مؤتمرات وبرامج وفعاليات محلية خالصة – ومختصة بتوظيف الصداقات الشعبية وصناعة الحلفاء الدوليين – لإعادة صياغة أفكار وآراء الآخر في بلادهم عن هذا البلد العظيم ..؟!
(أرشيف الكاتبة)