علم الدين عمر

الحكومة الجديدة ..تحت صرير الاقلام حديث….!


يقال ..والعهدة على الراوي .أن السلطات المختصة بالخرطوم ابتعثت مهندسا لشيخ العرب ود أبسن في رفاعة ليقوم بتخطيط المدينة ..ووصلت برقية بهذا الخصوص للشيخ فأحسن وفادة الشاب واستقبله استقبالا طيبا …واجلسه في مجلسه ..و يا لمجلس شيخ العرب في ذاك الزمان ..في السهلة المكشوفة ..حيث البراحات والفسحات ..وفسحة الزمن ..فجلس المهندس الغرير ..المخدوع بمكانه من السلطة وحظوة الشيخ ..المتقوي بالسلطة ..يوما كاملا ..يحظى بدلال المجلس وطيب المعاملة ..ولترتيب الأقدار (دقش) الخلا في ذلك النهار ..كعادة القوم …ليتطهر للصلاة غير بعيد من المجلس ..وواجه الريح متخذا موقفه عكس اتجاهها ..وشيخ العرب يرمقه بعين البصيرة ..وبصارة الحكمة ..عاد الفتى لمجلسه منتفشا ليسأل عن موعد تمكينه من القيام بعمله العظيم في تخطيط مدينة رفاعة ..حاضرة البادية ومعقل النظارة ..وقبل أن ينبس ببنت شفة ..بادره ود أبسن بلهجة مختلفة :أنت يا ولد قلت جيت هنا لي شنو؟..
وسط دهشته أجاب :لتخطيط مدينة رفاعة كما تعلم!..
فصاح فيه الشيخ بهيبته المعلومة :يا ولد هوى اخدت ضيافتك قوم اتطلب الله ..رفاعة خلها ..خطط طهارتك أول شئ…
..ومضت مقولة ود أبسن..تتجدد في كل زمان لحال كهذا ..بين يدي كل تجديد في المناصب والرتب ..يسعى له مهتبلي المنابر من الذين تصور لهم أحلامهم المريضة صلاحيتهم للقيام على الأمر ..بالقليل من الامكانيات والكثير من الوقاحة ..وهي حالة تعتري الساحة كلما لاح في الأفق تشكيل وزاري جديد ..إذ تبدأ المناورات وتشتعل حرب الإشاعات ويتخلي الوقار عن الكثيرين مفسحا المجال لحظ النفس في تعظيم الذات و الاستقواء بالاحلاف..والتقاطعات الوظيفية والقبلية والجهوية ..وتسقط قيم الأخلاق والالتزام التنظيمي كأول ..وآخر أوراق التوت ..ولعل الحالة التي تعتري الساحة اليوم بين يدي الإعلان المتوقع للحكومة الجديدة عقب استيفاء الاستحقاق الدستوري بأداء السيد رئيس الجمهورية القسم توقع بمداد التأكيد على الأمر ..حيث اشتعلت الاوساط بالتوقعات والأماني دون التحليل والتشريح والمنطق ..وبدأت نذر الحرب الباردة بين مختلف التيارات داخل الحكومة الحالية وخارجها ..وتمددت آليات جس النبض ..الانفعالي على حساب الجس الحقيقي المتمثل في لجان التقييم والتقويم التي تم تشكيلها قبل فترة لتحدد اتجاه الريح وتعرف من الذي واجهها بالطريقة الصحيحة ومن الذي اتخذ مهندس رفاعة ذاك قدوة له …
نظن وليس إثما. كله ظننا ..أن معايير اختيار الداخلين الجدد لمقاعد مجلس الوزراء والولايات أو استمرار القدامى قد وضعت بمهنية سياسية وتنفيذية عالية على مستوى التنظير ..وتبقى فقط نزع ديباجة الحالات الخاصة والموازنات القبلية والجهوية عنها خاصة فيما يلي ملف الولايات وولاتها ..تحقيقا لغاية البقاء للاصلح..عبر آلية التقييم المتجرد..التي يعقبها التقويم المنطقي لعثرات الطريق …حيث تختلف الاستحقاقات الوطنية هذه المرة عن سابقتها في العام عشرة والفين..في الشكل والمضمون ..تحتاج ماكينة الدولة في هذه الدورة للكثير من التكنوقراط في مفاصل التنفيذ المباشر مقابل صبغة سياسية معقولة تعزز الحوار الوطني ..عبر قيادات وسطية مقبولة ومنفتحة على الآخر ..واعية بكم وكيف التقاطعات الدولية والإقليمية ..الدبلوماسية والشعبية ..والقانونية ..
عموما تبقى الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات حتى ينصرف القوم عن منصة القسم ..منتصف يونيو القادم لتقطع جهيزة قول كل خطيب ..وحتى ذلك الوقت نتمنى أن يضع الجميع عن حدقاتهم السلاح في مواجهة بعضهم وأولهم القلم الصحفي والمداد الموجه لضرب فلان أو علان لصالح هذا أو ذاك ..ولننتظر ما تسفر عنه الأيام ..
نعود…

حاجب الدهشة ..
علم الدين عمر..

Choose a sticker or emoticon