جمال علي حسن

السيسي.. لو يتعظ


بالطبع أي صوت سوداني أو يصدر من السودان ينتقد مهزلة محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وخطوات اقتياده مع عشرين آخرين إلى حبل المشنقة، سيصفونه بأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين أو يتعاطف معها.
وشخصياً لا أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، لكن ما نراه هو ظلم كبير لهذا الرجل الذي يجب أن لا ننسى أنه كان رئيساً منتخباً بشكل ديمقراطي، أخطأ أم أصاب في إدارة الأمور وممارسة الحكم، لكن يحزننا كمثقفين ندافع عن قيم العدالة ونستنكر الظلم، ما يحدث في مصر، البلد المليء بالمفكرين والمثقفين والعلماء.
الخطوة التي اتخذتها محكمة جنايات مصر بإحالة أوراق الرئيس السابق محمد مرسي وآخرين متهمين بالتخابر مع جهات أجنبية، أو ما يسمى بقضية التخابر مع حركة حماس، إلى المفتي؛ وصفتها منظمة العفو الدولية أمس بأنها تمثيلية تستند إلى إجراءات باطلة، مطالبة بالإفراج عنه أو إعادة محاكمته.. فهل التحت منظمة العفو الدولية ودخلت الإسلام ثم تطرفت وانضمت إلى تنظيم الإخوان المسلمين بين يوم وليلة لـ (تحدفوا) عليها الاتهام التقليدي بأنها متعاطفة مع الإخوان المسلمين أيضاً؟ لا، لكن كل عاقل عادل لا يقبل هذا الحد المفضوح من الظلم.
مسار التشفي والانتقام من جماعة الإخوان المسلمين بهذه الأساليب التي نراها أمامنا يشير إلى ضعف قدرات القيادة المصرية في تحقيق الاستقرار في بلد لم تكن تتوفر فيه ظروف الفوضى وعدم الاستقرار، بلد موحد وله تاريخ طويل من الاستقرار وشعبه شعب هادئ ومسالم.. بلد ليس به أزمات طائفية ولا نزاعات قبلية أو عرقية أو حتى جهوية ومن السهل جداً تحقيق الاستقرار فيه..
مصر ليست مثل السودان وليست مثل العراق أو سوريا أو اليمن.. والإخوان المسلمون جماعة سياسية دينية اتفق الناس معها أو اختلفوا لكن إمكانية احتوائها متوافرة، حتى الرئيس الأسبق حسني مبارك كان قد نجح في سنواته الأخيرة في إنجاز خطوات كبيرة في اتجاه استيعاب تلك الجماعة إلى حد كبير بدليل أن مرسي نفسه كان عضواً في مجلس الشعب.
نقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحتاج لقليل من الخيال ليفهم أن مسار الانتقام والتشفي ومحاولة التصفية على أساس الفكر السياسي والديني سيحول مصر إلى عراق جديد.. عليه أن ينظر حوله إلى دول تعيش أزمات قبلية وطائفية وقبلية.. ينظر إلى جنوب السودان والحروب القبلية في دارفور وصراعات ليبيا ليدرك الميزات التفضيلية في واقع مصر حتى الآن التي تتبدد الآن من بين يديه..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.