صلاح الدين عووضة

وقتل النفس !!

*كان ذلك خلال مناسبةٍ ما ..
*و كانوا ذوي خلفيات توصف بـ(الانضباط )..
*عاتبوني على عشقي (المَرَضي) – حسب وصفهم – للديمقراطية..
*قالوا إن هنالك شعوباً لا يصلح لها إلا الحكم (الحاسم)..
*وعددوا جوانب من مظاهر (الانجاز) التي حدثت بعيداً عن الأحزاب في بلادنا..
*و(أكثروا) من الكلام عن (كثرة) كلام نفر من رموز الديمقراطية..
*قالوا إنهم يتكلمون ولا ينجزون..
*ولاحظوا أنني أتجنب تسمية بعض الأشياء بمسمياتها لـ(شيء في نفس القلم!)..
*تعمدت – بدءاً – ألا أرد عليهم بشكل جدِّي..
*كنت أميل إلى المزاح ترقباً لـ(لحظتي) المناسبة..
*وحانت اللحظة هذه حين أذن المؤذن للصلاة..
*وفور الفراغ من الصلاة بدأ أوان الكلام (الجد!)..
*قلتم لهم أنتم تصلون ما يعني أنكم مسلمون والحمد لله..
*والمسلم – حسب الحديث النبوي – هو من سلم الناس من لسانه ويده..
*والنظام الأُحادي لا يسلم الناس من لسانه ولا من (يده!)..
*فهو يبطش بـ(يدٍ) من حديد إلى حد (القتل!)..
*والإسلام حرم قتل النفس إلا في حد من حدود الله..
*بل وحرم ما هو دون القتل من كبتٍ وحبسٍ و تعذيب ..
*وما يُؤثر عن الخلفاء الراشدين قولهم ( إن رأيتم فينا اعوجاجاً فقومونا)..
*أما الأنظمة الديمقراطية فهي تكفل الحرية التي هي الأصل في الإسلام..
*ثم إنها – بعكس الأنظمة الأخرى – لا تتدخل في القضاء الذي يفصل بين الناس..
*فالحاكم والمحكوم ، والوزير والخفير ، والكبير والصغير كلهم سواسية أمام القانون..
*ولكن النظم الأُحادية لا تفصل بين السلطات ..
*ومن ثم فإن القضاء يمكن أن تحول (حصانة!) بينه وبين أن يحكم بـ(العدل)..
*ففي البلاد الديمقراطية – بما فيها إسرائيل – يمكن أن يمثل الرئيس أمام القضاء..
*فلا حصانة لكبير في الدول (غير المسلمة!) هذه..
*أما في الدول ذات الأنظمة الأُحادية – وإن كانت مسلمة- فلا يمكن محاكمة (أصغر) مسؤول..
*وعلي بن أبي طالب لم يستنكف أن يقاضيه خصمه اليهودي لدى القاضي..
*بل ورفض الجلوس – وهو أمير المؤمنين – كيلا تنعدم المساواة بينه وبين خصمه..
*فهذه – إذاً – هي روح الإسلام التي تتوافر في الأنظمة الديمقراطية..
*ولكن يصعب عليك أن تميز بين نظام أُحادي مسلم وآخر علماني وثالث آيديولوجي..
*فكلها تتساوى في البطش والقهر والكبت و(القتل)..
*ولن تُسأل الأنظمة – يوم الحساب – عن (انجازاتها!)..
*وإنما عن عدلها ورحمتها واستقامتها..
*وعدم (قتلها الناس!!!).