د. لؤى المستشار: الهندي يتبنى نظرية “إن إكرمكم عن الإفتتاح وزيركم”

مسرورٌ جداً ومستاءٌ جداً ..
مسرورٌ بالردود المنطقية العقلانية المحترمة والقوية علي الصحفي الهندي عز الدين الذي تبنى وجهة نظر أسماها “التراتيبية المحترمة” إستنكر فيها أن تقوم بائعة شاي بافتتاح العناية المكثفة بدلاً من وزير الصحة الذي هو نفسه لم يعترض بالمناسبة..!

ومستاءٌ جداً من الشتائم والإساءات والإبتذال في الرد على الصحفي من قبل بعض المنفعلين والمتوترين، فما قاله الهندي هو مجرد رأي آخر يتبنى نظرية “إن إكرمكم عن الإفتتاح وزيركم” وحقه في ذلك مكفول .. أما متطوعي شارع الحوادث فنتبنوا رأياً آخر وهو “إن أكرمكم عند الإفتتاح هو ذلك الجندي المجهول الذي لا يعرفه أحد”..!

مرة أخرى نقول “بصورة عامة” :
الشتائم ليست رداً..
والعنصرية ليست رأياً..
والشخصنة ليست منطقاً.. فالننتبه.

التاريخ لم يحتفي و لم ينقل لنا شتائم وبذاءات السابقين وإنما إحتفى بردودهم المنطقية ومناظراتهم العلمية فخلدها في التاريخ.

القرآن نفسه أورد حوارات الرسل مع الذين ينكرون وجود الله ويشركون به ووعد الطائعين بالثواب والمخالفين بالوعيد الشديد لكنه لم يقل كلمة بذيئة واحدة – تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا- ولا الرسل ولا عظماء المفكرين والقياديين في العالم كغاندي ومانديلا وغيرهم لن تجدو في طيات سيرتهم أو أقوالهم أوكتبهم البذاءات والشتائم والسفالات.. لأنها لا تصدر عن أهل الفكر المهمومين بالقضايا الكبرى وإنما لغة الشوارع تُدفن في أزقة الشوارع وتطأها أقدام العابرين.

الأمر الآخر المهم أن تجربة ‫‏نفير‬ الرائعة قتلها محاولة التسييس، ولفتت إليها أنظار الأمن والدولة القابضة التي تريد أن تشاركها “ضرة” أخرى في زواجها الكاثوليكي من السلطة، وأخشى ما أخشى أخشى أن تتخذ الدولة إجراءات أمنية لخنق ‫‏شارع الحوادث‬ بعد أن بدأ البعض “من خارج أعضاء الشارع” في إستثمار ذلك سياسياً، يجب أن يصل إليهم رفضٌ واضح أن أطفال الفقراء وصحتهم وحياتهم ليست للمتاجرة والتكسب السياسي وأن مبادرة شارع الحوادث تفضل بوضوح بين ما هو “إنساني” وما هو “سياسي”.

وعندما جلست مع بعض قيادي شارع الحوادث بعد إفتتاح العناية المكثفة وشربت قهوة الخالة ‫‏أم قسمة‬ بالجنزبيل قالوا لي بالحرف الواحد أحد أسباب نجاحنا أننا لم ننشغل بالرد على الأقاويل، فقد قيل عنا شيوعيين وقيل عنا أمنجية وقيل أننا مؤتمر وطني وقيل عنا أننا نقوم بعمل الدولة مما يؤخر الثورة وقيل عننا لصوص وفاسدين نتكسب من آلام الأطفال وقيل وقيل وقيل.. إلا أننا كنا نبتسم ولا نضيع وقتنا في الرد عليهم وتركنا لسان الإنجازات هو من يتحدث !

لذلك لاحظوا معي لم يرد أحد من قياديي شارع الحوادث على الهندي أو غيره وإنما إنطلقوا ليأخذوا قسطاً من الراحة وهم يفكرون في إنجاز جديد ويتمتمون ‫#‏نقطة_حلم_جديد‬!

بقلم.. دكتور: لؤى المستشار

Exit mobile version