جمال علي حسن

نداء السودان.. قبعة المهدي ومحك الهيكلة


محاولة إخفاء التوجسات وعدم الثقة من جانب قوى نداء السودان في مواقف الإمام وتوجهاته ومفاجآته، تفشل وتنهزم أمام وقائع وحقائق تزيد من تعميق تلك التوجسات..

الإمام الصادق المهدي الذي يرتدي قبعة ترحيب زاهية بمواقف نائبه برمة ناصر والدكتورة مريم وسارة نقد الله وتمسكهم بموقف الحزب من نداء السودان، تجده يرتدي قبعة أخرى ليست أقلَّ لمعاناً وحميمية وترحاباً كان يستقبل بها هواتف ومواقف نائبه الفريق صديق إسماعيل قبل إعلان الحزب عن طي صفحة الخلاف الداخلي معه حول الموقف من نداء السودان، والواقع يقول إن الفريق صديق لا يزال يحتفظ بموقفه الرافض لنداء السودان ويعتبره محاولة ماكرة من بعض قوى اليسار لطمس دور حزب الأمة في اتفاق باريس، الأمر الذي كان قد تسبب في مواجهات بين الفريق صديق وعدد من قيادات حزب الأمة قبل أن يعلن الحزب عن احتواء هذا الخلاف بتطييب الخواطر بين الفريق صديق والأمين العام سارة نقد الله، هذا الاحتواء الذي كان مظهره اقنتاع كامل من الفريق صديق بموقف الإمام، لكن الحقيقة غير ذلك، لأن الفريق صديق كان يعتبر أن المخرج التأميني لموقف حزب الأمة داخل قوى نداء السودان يشترط هيكلة نداء السودان..

تلك الهيكلة التي يعترض عليها الحزب الشيوعي ويعتبرها تكراراً لتجربة التجمع الوطني الديمقراطي الفاشلة، لكن الإمام يريدها ويصر عليها لتأمين وضعه ووضع الحزب وموقفه داخل هذا الكيان المعارض.. هيكلة كيان نداء السودان هي التي تمضي الآن بإصرار من حزب الأمة وتأييد من المؤتمر السوداني واعتراض من بقية قوى اليسار..

أما توجسات قوى النداء تجاه ثبات وبقاء الإمام في موقفه فتزداد بسبب الإصرار على إنجاز مشروع الهيكلة بجانب تلك الوساوس عند قوى اليسار بسبب مظاهر وتصرفات أخرى يقوم بها الإمام مثل زيارته للسفارة السودانية بالقاهرة والتي قد ينظر إليها البعض على أنها مناورة سياسية تحمل إشاراتها البليغة، فاستخراج جواز سفر الإمام وحتى لو كان يقتضي حضوره شخصياً لمبنى السفارة فإن سماحه بتصوير اللقاء مع السفير وتحويله إلى حدث وحديث لم يكن بتلك العفوية..

الإمام الصادق المهدي لم يتدخل في أزمة الفريق صديق برغم أن موقف الفريق كان جوهرياً بحكم أن زعيم الحزب هو صاحب التوقيع على الاتفاق الذي يعترض عليه نائبه لكنه لم يتدخل في هذا الملف لأنه لا يشعر بأمان تجاه هؤلاء الحلفاء.. وبالتالي فإن هيكلة قوى النداء في ذهن الإمام تعني سيطرته على الأمور وفي العدم فالخروج الآمن من ورطة نداء السودان هو الخيار الثاني.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.