زهير السراج

التهريج


[ALIGN=CENTER]التهريج !! [/ALIGN] تابعت بإعجاب شديد المقالات الرصينة للأستاذ (مصطفى عبد العزيز البطل) بصحيفة (الأحداث) الغراء عن (التهريج) في أوجه حياتنا العامة وتجلياته وانعكاساته على مختلف الأصعدة الصحفية والإعلامية، وضرب مثلاً لذلك بالعديد من النماذج الإعلامية، من بينها (الحلقة) التي استضاف فيها الإعلامي المصري (احمد منصور) ببرنامجه (بلا حدود) بقناة الجزيرة الفضائية المواطن الأمريكي (ديفيد ديوك) الذي قدمه الأستاذ (منصور).. باعتباره عضو كونجرس سابق، وأحد رؤساء الحزب الجمهوري السابقين، وأصبغ عليه بالإضافة إلى ذلك لقب (المفكر الأمريكي المعروف).. ليتحدث عن أحداث (11 سبتمبر) ويتهم جهة معينة بتدبيرها باعتبار أن (أربعة آلاف يهودي) كانوا يعملون بالبرج، غابوا في ذلك اليوم عن أعمالهم!
وكشف الأستاذ (البطل) في مقاله بـ(الأحداث)، أن ديوك) ليس إلا عضواً في منظمة (الكوكلوكس كلان) العنصرية التي تناهض السود الأمريكان بصفة خاصة، وكل من لا ينتمي للجنس الأبيض بصفة عامة، وهو محتال وشخصية شاذة فكرياً وفاسدة أخلاقياً، تعتبر النازي (هتلر) مثلاً أعلى، تحتفل بعيد ميلاده كل عام، وتقتدي بأفكاره وأعماله.. لتأليه وتمجيد الجنس الأبيض، واحتقار كل ما عداه من الأجناس!!
أما المفاجأة الكبرى التي كشف عنها الأستاذ (البطل) فهو أن (ديفيد ديوك) الذي قدمه (احمد منصور) على أنه عضو الكونجرس، ورئيس الحزب الجمهوري السابق، ليس كذلك، ولم تتعد طموحاته في مجال السياسة الأمريكية الحصول على عضوية المجلس التشريعي المحلي بولاية (لويزيانا) في الجنوب الأمريكي بدعم من جماعات المتطرفين البيض.. في هذه الولاية التي تعد أحد معاقل التطرف والعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يدخل الكونجرس، ولم يكن قيادياً (من الدرجة العاشرة) في الحزب الجمهوري في حياته!!
ثم إن حكاية (الأربعة آلاف يهودي) التي استند عليها (احمد منصور) لاستضافة المحتال (ديوك) وبلورة (رأي عام) عربي على أساسها، ليست إلا اختلاقاً من (ديوك) نفسه، فضحته قناة تلفزيونية أمريكية في وقت سابق عندما استضافت (ديوك) وحاصرته بالأسئلة حتى اعترف بأنه قرأ هذه المعلومة في صحيفة تصدر في إسرائيل باللغة الإنجليزية، ولكنه عجز عن ذكر اسمها.. وهكذا كشف لنا الأستاذ (البطل) حقيقة هذا المدعو (ديوك)!
الخلاصة التي أراد أن يصل إليها الأستاذ (البطل) عبر هذا النموذج والنماذج الأخرى التي أوردها، هي أن (التهريج) يلون بعض أوجه حياتنا العامة، ومنها الوجه الإعلامي!
ويدعوني هذا الموضوع المهم إلى الحديث عن بعض ما يدور في بعض المواقع الإلكترونية السودانية التي تجتذب العديد من أصحاب الفكر والكتاب والقراء المحترمين.. وتجتذب كذلك قلة من الباحثين عن أي (منبر) لملء الوقت وتزجية الفراغ، على طريقة (الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة، ولكنهم للأسف، الأعلى صوتاً وأكبر تأثيراً.
غداً بإذن الله أفتح هذا الموضوع.
انتظروني..

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1190 2009-03-6