حوارات ولقاءات

الفريق طيار الفاتح عروة يفتح خزانته والبوح ببعض أسراره : انتقلنا من تصويت خمس دول فقط تصوت لنا في قرار حقوق الإنسان بالجمعية العمومية إلى إسقاط القرار نفسه


مجابهة ترشحنا لمجلس الأمن كانت ستفضي إما لانتصارنا مما يفقد العقوبات الدولية قيمتها أو حدوث مساومة لرفعها
أحبط الموقف الأفريقي القوي خلال قمة أتوجو تحركات سوزان رايس لإعاقة اعتماد ترشيحنا لمقعد مجلس الأمن
رددت على وزير الخارجية العراقي الصحاف بعد انتقاده للسودان (اسمع لسنا تجار مواقف .. وعليك أن تعلم بأننا لا نعمل لحساب أحد)
رفع عقوبات مجلس الأمن كان أمراً صعباً بسبب إمكانية إعاقته بفيتو أمريكي
انتقلنا من تصويت خمس دول فقط تصوت لنا في قرار حقوق الإنسان بالجمعية العمومية إلى إسقاط القرار نفسه
سوزان رايس مسؤولة الشؤون الأفريقية وقتها بالخارجية الأمريكية امرأة ديناميكية وذكية ولها علاقات إفريقية ولكنها كارهة للنظام بالسودان

نواصل في هذه الحلقة الحادية عشرة لقاءنا مع الفريق طيار الفاتح عروة، وتتناول حلقة اليوم جزءاً من التفاصيل الخاصة بقرار السودان الترشح لشغل مقعد مجلس الأمن الدولي والكواليس المرتبطة به خاصة الشق غير المنظور من تلك الخطوة من خلال توظيفها في رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على السودان بجانب خطوات ومساعي الخروج من العزلة الدولية على السودان.

 

ـ ما هي الملابسات والظروف المرتبطة باتخاذ السودان قراره بالترشح للمقعد غير الدائم لمجلس الأمن الدولي في العام 2000م؟

تزامنت هذه القضية مع انعقاد الجميعة العمومية للأمم المتحدة وتغيير مقاعد إفريقيا حيث آل المقعد الأفريقي لشرق إفريقيا والذي يضم بجانب السودان كلاً من (إثيوبيا، إرتريا، يوغندا، مورشيص، الصومال، جيبوتي وتنزانيا) ورأينا أنها فرصة سانحة لكي نتقدم للأمام في إطار خطتنا التي شرعنا في بنائها لفك السودان من العزلة الدولية وفرض الأمر الواقع على الدول التي تحاول عزلنا وقررنا أن نأخذ فرصتنا في المنافسة في مجلس الأمن مستفيدين من الدعم الإفريقي للتقدم للأمام. صحيح أن الكثيرين قد انتقدونا حينما تقدمنا بطلب الترشح لشغل موقع المقعد غير الدائم لعضوية مجلس الأمن وحتى إن تلك الانتقادات صدرت من دبلوماسيين سودانيين ممن يديرون الأمور بتقليدية وصحيح أنهم كانوا ينظرون لها بمنظور مختلف عما كنا نراه نحن خلال تلك الظروف التي مر بها السودان من عزلة دولية غير مسبوقة ولم تمر على السودان طوال التاريخ على الإطلاق.

في ذلك الوقت كنا نسعى ونعمل على كسر طوق العزلة هذا المضروب حولنا عبر خطوات جريئة وغير متوقعة لكي ننجز هذا الأمر ولكي نفعل هذا، فإن التفكير بطريقة الدبلوماسية التقليدية كان سيضعنا حيثما أراد البعض لنا أن نكون بتهميشنا وإجلاسنا في ذيل الدول وبالتالي كان لابد من هذا الحراك بشجاعة وعبر مبادرات مدروسة وليست عبثية، كما ظن البعض حيث إن البعض في هذا السياق اعتبر ترشحنا لشغل مقعد مجلس الأمن حركة عبثية وطيشًا إلا أن هدفنا لم يكن دخولنا لمجلس الأمن في حد ذاته وإنما تحريك الموقف بالنسبة للسودان، حيث وجدنا الفرصة سانحة لنا وبدأنا الإعداد لها انطلاقاً من اللجنة الفرعية الإفريقية الخاصة بإقليم شرق إفريقيا وفي المرحلة الأولى وجدنا مقاومة من بعض الدول المحسوبة حقيقة على الغرب وكانت من قبل (يوغندا، إرتريا ومورشيص) والأولى والثانية كانتا مدفوعتين من الولايات المتحدة الأمريكية وطبعًا بعدائهما للسودان، أما مورشيص فلم يكن لديها أي خلفيات عدائية مع السودان ولكن أوعز لها بالتقدم للترشح داخل اللجنة الفرعية وبالطريقة المتبعة حسب التسلسل الزمني فإن الموقع كان من نصيب السودان طبقاً للضوابط الإفريقية للاختيار لكن برز تحدٍ من هذه الدول الذين قدموا مرشحهم وأصروا على موقفهم حتى الذهاب للمجموعة الإفريقية.

 

ــ هل واجهتكم أي صعوبة على مستوى الدول الإفريقية؟

حينما رفعت الترشيحات للجنة الترشيحات الكبرى التابعة للمجموعة الإفريقية أجازت ترشيح السودان بحكم الضوابط التي وضعتها هذه اللجنة ،وتعد تلك الضوابط مقدسة لدى المجموعة الإفريقية لأن انهيارها كان سيؤدي لاختلال التوافق الإفريقي فيما يتصل بشغل المناصب في الأمم المتحدة وهو أمر لا يحبذه الكثيرون منهم حتى إذا لم يريدوا للسودان أن يحتل هذا الموقع واستطعنا تمرير الترشيح باللجنة وأتى للمجموعة الإفريقية على مستوى المندوبين الدائمين كي تقوم المجموعة بدورها برفعها لمؤتمر القمة الإفريقية لإجازتها.

خلال اجتماعات المجموعة الإفريقية بنيويورك دارت معركة عنيفة حيث حاولت مورشيص ويوغندا أن تتحديا هذا التوجه وبرزت بعض الدول الأخرى المدفوعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من داخل المجموعة الإفريقية لتعويق هذا الترشيح إلا أن هذا الأمر حسم نهائياً لأنني كما ذكرت بأن الأفارقة كانوا حساسين للغاية في التدخل بهذا الأمر لإخلاله بكل القواعد الإفريقية ونحن وضعنا هذه الحقيقة نصب أعيننا لأننا كنا نعلم أن هذه الخطوة هي الشيء الوحيد الذي سيجعل الغرب أمام الأمر الواقع.

 

ــ استناداً لمناوشات يوغندا ومورشيص بنيويورك هل شهدت القمة الأفريقية بروز أي معوقات أو صعوبات أعاقت اعتماد قرار ترشيح السودان؟

مر ترشيح السودان في اجتماع مندوبي المجموعة الإفريقية بنيويورك وأخذ لاجتماع القمة الإفريقية التي عقدت في توجو والتي شهدت وجوداً كبيراً للمراقبين الأمريكيين والذين قاموا بقيادة سوزان رايس بحركة واسعة وسط الأفارقة بغرض إقناعهم بعدم إمكانية ترشيح السودان واتفق معهم الأفارقة على عدم إمكانية الاستجابة لهذا المطلب إلا إذا تنازل السودان طوعاً وجرت أيضاً محاولات وأخذ هذا الأمر وقتاً طويلاً وتداول حوله الرؤساء الذين وقف بعضهم مواقف قوية وقالوا بأنهم لا يهمهم ما يقوله الغرب ونحن دول مستقلة وأفارقة ولدينا طريقتنا ويجب أن نعتمد السودان كمرشح أوحد لإفريقيا وإذا أرادت دولة أخرى أن تكسر هذا القرار وتتحداه فعليها أن تذهب بمفردها وليست كمرشحة رسمية للمجموعة الإفريقية وبالتالي حصلنا على دعم المجموعة الإفريقية وتم تقديم ترشيح السودان وقدم خطاب منها لكل الدول معنون من المجموعة الافريقية بأن السودان هو المرشح الأساسي لافريقيا، فيما ظلت موريشص بسباق مجلس الأمن بمفردها دون أن تكون المرشح الرئيسي لإفريقيا وذلك بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ــ إصراركم على المضي في منهاج الصدام واللجوء للخيارات الصعبة في مواجهة المجتمع الدولي بمجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية التي كلفتكم مشقة وانتهجتم فيها منهجاً معانداً ألم يكن بالإمكان الجنوح لخيارات أقل تصادمية؟

هذا كان جزءًا أساسياً من الخطة للخروج من العزلة ولتحقيق هذا الهدف كان علينا التحرك في خطوات منتظمة وبذل مجهوداً خارقاً ومعاناة ألم المخاض للخروج من تلك العزلة، وهذه الأشياء تم استصحابها في خطتنا بجانب ذلك توجد خطوات أخرى قمنا بها فيما يتصل بمجال دوائر انتمائنا السياسي والجغرافي خاصة مجموعة عدم الانحياز، وبدأنا مجهودات قوية ضمن تلك الدول لجعل السودان مؤثراً في المواقف، ولعلني أتذكر في هذا السياق أحد أهم المواقف التي قام بها السودان خلال تلك الفترة وجذبت إليه الاحترام كثيراً وحتى العداء قبل الأصدقاء هو دوره وسعيه في إطار دول مجموعة عدم الانحياز المتصلة بتمرير القرارات بتوافق للآراء خاصة القضايا الشائكة، فللمرة الأولى منذ أحداث الغزو العراقي للكويت في العام1990م، والأزمة التي أعقبت ذلك حدث توافق في الآراء على قرار، حيث كان البند الخاص بالحالة بين الكويت والعراق باستمرار على منضدة مجموعة عدم الانحياز وقام السودان بالتحرك بمجهود كبير بفضل الثقة التي تمت إعادتها مع الإخوة بالكويت، وفي نفس الوقت تواصلنا مع العراق إلى حد كبير، فكنا نقوم بدور الوساطة وترك لنا الإخوة الكويتيون الأمر للوصول لصيغة مناسبة. وبالنسبة للعراقيين فعادة كانوا متشددين للغاية، ولكن بفضل مجهودات السودان ولأول مرة خلال اجتماعات عدم الانحياز التي عقدت بكولومبيا أن نتوصل لإصدار قرار من منظمة دُول عدم الانحياز حول الحالة بين الكويت والعراق لأول مرة يحظى بقبول كلا البلدين، وفي تقديري وقتها أن الكويتيين اظهروا قدراً عالياً من الذكاء باعتبارهم سعوا لتحقيق كسب سياسي داخل كتلة عدم الانحياز نظراً إلى أن القرار الذي يصدر بعدم التوافق يؤدي لاستياء الأعضاء، وكانت الاجتماعات تنعقد حتى الساعات الأولى من الصباح، وكما ذكرت لك سابقاً فإن الكويتيين تركوا لنا تفويض التوصل لقرار مناسب في إطارهم الذي وضعوه وفي نفس الوقت اضطر العراقيون للقبول به جراء ضغوط مارسناها عليهم.

وأذكر أن الوفد العراقي يومها كان بقيادة وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف الذي أصبح لاحقاً وزيراً للإعلام واكتسب شهرته خلال غزو العراق في العام 2003م، فبعد موافقته على الصيغة التي جاء بها القرار أن الصحاف قال لي بطريقة رأيت فيها إهانة للسودان بقوله: ” هذا قرار مجحف ونقبله على مضض نحن العراق ومما يؤسف له أن السودان الشقيق هو الذي يتوسط في هذه المسألة بدلاً من أن يكون بجانب العراق.” بعد انتهاء حديثه تملكني الغضب لبلادي وقلت له في وجهه: “اسمع نحن لسنا تجار مواقف ونعتقد أن هذا القرار يصب أيضاً في مصلحة العراق وإذا كنتم ترون أن هذا القرار ليس في مصلحتكم فمن الأفضل أن تقوموا برفضه الآن وسيكون رفضكم وبالاً عليكم والكويتيون قبلوا أيضاً على مضض بهذه الصيغة التوافقية، ولكن نعتقد أنهم كانوا أكثر معقولية منكم، وعلى العموم الخيار خياركم بأن تقبل القرار أو ترفضه وعليك أن تعلم بأننا لا نعمل لحساب أحد”. بعدها أتى السفير العراقي ويدعى حسين الموسوي وهو شخص خلوق ومن الطائفة الشيعية والتقاني وقال لي إن الصحاف لم يكن يقصد ذلك، وبالعكس هو يثمن الموقف السوداني ويعتقد أن مندوب السودان قام بدور جليل وجنبت المؤتمر من بعض الانشقاق الذي يمكن أن يحدث فيه بسبب هذه القضية.

 

ـ إذا ما هي الفوائد التي جنيتموها من هذا الموقف إبان اجتماعات دول عدم الانحياز بكولومبيا في حراككم داخل الأمم المتحدة؟

مؤكد أنه مفيد، فدورنا في التوصل لقرار متوافق عليه فيما يتصل بالعلاقة بين الكويت والعراق بالاجماع وموافقة الدولتين حتى خلق نوعاً كبيراً من الارتياح وسط الدول الأعضاء بمجموعة عدم الانحياز، ومنذ ذلك الحدث أصبح وفد السودان هو (الموفق) الأساسي تجاه هذا القرار طوال فترة انعقاد مجموعة دول عدم الانحياز منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي وحتي الغزو الأمريكي للعراق في العام2003م، وأصبح الفريق الأساسي طيلة تلك الفترة إبان انعقاد مجموعة دول عدم الانحياز المنوط به تحقيق التوافق حول هذه القضية بقيادة السودان واستمر هذا الوضع خلال أيلولة رئاسة المجموعة لكولومبيا ومن بعد عند انتقالها لجنوب إفريقيا، وهذا الوضع جعلنا في نظر جنوب إفريقيا نبدو متقدمين وأصبحنا جزءاً أساسياً لنجاحات اجتماعات دول عدم الانحياز والتي كان آخرها اجتماع قمة ماليزيا وبعدها قامت الحرب الأمريكية على العراق التي أنهت نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. هذه المواقف جعلت السودان مؤثراً للغاية، وفي موقف متميز وسط الدول الإفريقية والآسيوية والعربية وأكسبته الكثير من الاحترام، وهذه النقطة كانت ضمن خطتنا العامة التي وضعناها للخروج من العزلة الدولية التي كنا فيها.

 

-مقاطعة- لكن هذا الاحترام لم يفدكم عملياً في معركتكم الخاصة بمقعد مجلس الأمن الدولي حيث خسرتم النتيجة وأفقدتكم فرصة التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تبنيكم لمنهج صدامي صارخ في مواجهتها؟

كل خطواتنا كانت مرتبة وهدفت لجعل السودان متقدماً ونخرجه من عزلته الدولية، ونعمل لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليه فكما ذكرت في الحلقات السابقة فنحنا كنا مجابهين بنوعين من العقوبات إحداها دولي، وفرض من قبل مجلس الأمن، وهذا النمط من العقوبات عند الوقوع تحت بندها يصعب الخروج منها إذ يمكن لأي دولة من الدول دائمة العضوية وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بالتصويت ضده، فكان يجب التخطيط مسبقاً وبطريقة محكمة تجعل الخروج من هذه العقوبات ممكناً وضمن التكتيكات التي استخدمناها هي قضية ضرب مصنع الشفاء التي منحتنا فرصة لكسب تعاطف العالم معنا باعتبار أن السودان مظلوم في المواقف التي يجابه فيها ويضاف إلى ذلك نجاحنا في تحييد الكثيرين فيما يتصل بحقوق الإنسان وانتقلنا من مرحلة التصويت معنا بعدد دول أقل من أصابع اليد فقط في الجمعية العمومية ليرتفع العدد للسبعينيات وتمكنا من إسقاط القرار نفسه، وبات من غير المستطاع تمرير القرار عن طريق التصويت، وللوصول لهذه المرحلة فإننا احتجنا لوقت لبناء وتعبيد هذا المسار بغرض الوصول لهذه النتيجة.

 

الأمر الأهم أن قرار ترشح السودان لمجلس الأمن تم بعد دراسة ووافقت عليه وزارة الخارجية وقيادة الدولة ووضعنا لها حيثيات واضحة بأهمية أن نبرز وجودنا ونستفيد من تحسن علاقاتنا في إفريقيا والتمسك بفرصتنا في الترشح لمجلس الأمن يأتي عبر المجموعة الإفريقية وهي التي تتولى ترشيح السودان لمقعد مجلس الأمن، وسلفاً كنا نعلم أن أمريكا ستعترض على ذلك وسيكون منطقها الأساسي أن السودان يقع تحت طائلة العقوبات وفي تقديرنا أن هذه المجابهة ستفرز حدوث واحد من أمرين، إما دخولنا لمجلس الأمن رغم وجود العقوبات، وبالتالي تصبح تلك العقوبات وكأنها لا قيمة لها وإما أن تحدث مساومة برفع العقوبات أو نأخذ الطريق برفعها، وفي تقديرنا أن الأمر الأساسي في هذه المسألة بأننا إذا نجحنا في تأمين ترشيح إفريقيا لنا رسمياً ،فإن هذا الأمر سيجبر أمريكا على التفاوض معنا خاصة مع وجود قرار أمريكي بعدم التفاوض مع السودان إطلاقاً. فدخول المجلس من عدمه لم يكن هو الهدف الأساسي.

 

من الضروري الإشارة لوجود تيارين وقتها داخل الإدارة الأمريكية فيما يتصل بالتفاوض مع السودان تقف على رأس الأول سوزان رايس والتي كانت وقتها مسؤولة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية، وهي امرأة ديناميكية وذكية للغاية واستطاعت أن تخلق علاقات واسعة في إفريقيا ولكنها للأسف كانت كارهة للنظام الموجود بالسودان وظلت تحركاتها دائمة العداء مع السودان، وفي هذا الوقت تم تعيين ريتشارد هولبروك وعبر بعض الأصدقاء الذين عملوا معه تعرفت عليه واستطعنا أن نخلق علاقة طيبة لتقليل الاحتكاكات في الأمم المتحدة وكان ريتشارد هولبروك يتبنى رؤية الجناح الثاني المؤمن بضرورة التحاور مع السودان، ولذلك كان لابد من خلق موقف يجبر الإدارة الأمريكية على التحاور معنا، وكانت قضية مجلس الأمن هي الوسيلة التي توسلنا بها لهذا الأمر.

-نواصل-

حاوره: ماهر أبوجوخ
صحيفة الصيحة