ما أحلى ساعات اللقاء
رحم الله الشاعر الأستاذ خالد أبو الروس والفنان الكبير الأستاذ أحمد المصطفى وقد كتب الأول أغنية (ما أحلى ساعات اللقاء.. في الشاطئ عند الملتقى.. أنا والحبيب) وقد شكلت حين سمعها الناس ثورة في مفاهيم الحب والهوى, رغم أن اللقاء كان ضرباً من خيال الشاعر، شأن شعراء كل ذلك الزمان البهي, وقد جلسنا إلى أكثرهم وسمعنا منهم الروايات والقصص عن (العشق الممنوع) في ذلك الزمان.
خيال الشاعر يهرب به إلى حيث الخضرة والماء طالما أن الوجه الحسن في خاطره وعقله وباله، لذلك يتغنى المغني بـ(أنا وانت والنيل والقمر بين الزهور) ويقول آخر من الكبار الراحلين (يا مداعب الغصن الرطيب) عندما يشاهد فتاة حسناء في عيد شم النسيم وهي تلامس أزهار حديقة المقرن عند ملتقى النيلين, ويقول آخر (على مقرن النيلين سوا).. وهكذا.
(الخرطوم) اليوم أحسبها تغني وهي تستقبل ضيوفاً غير عاديين من مختلف أنحاء المعمورة، ضيوفاً يمثلون شعوبهم ودولهم, منهم الشقيق ومنهم الصديق، جاءوا الى بلادنا للمشاركة في حدث سياسي مهم، هو المشاركة في مراسم أداء رئيس الجمهورية المنتخب القسم لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات.
منذ الأمس بدأ وصول رؤساء الدول والحكومات وممثلي الرؤساء والملوك إلى الخرطوم التي إحتفت بهم, خاصة بعض الزعامات الأفريقية والعربية والدولية وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية التي طال غيابها عن بلادنا ومشاركتها في بعض المناشط السياسية أو المراسمية, مثل الرئيس روبرت موغابي, والرئيس أوهورو كنياتا والرئيس ادريس ديبي, وقد كان أول الذين جاءوا للمشاركة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود, وتأكد من خلال تصريحات للسيد السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وصول الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي رغم ارتباطاته السابقة المتمثلة في تلبية دعوة المستشارة الألمانية ميركل لزيارة ألمانيا يوم غد الاربعاء.
نتوقع تمثيلاً رفيعاً للأشقاء العرب في مراسم أداء قسم رئيس الجمهورية المنتخب عمر حسن أحمد البشير لولاية رئاسية جديدة، تمثيلاً يعبر عن المكانة التي باتت بلادنا تحتلها لدى أشقائنا العرب والأفارقة على السواء.
لقاء الساعات القصيرة لن يكون لقاء عابراً, بل سيكون لقاء قمة غير رسمية يمكن أن نطلق عليها (قمة أصدقاء السودان) ونكاد نلمس نتائجها ونشاهد آثارها الإيجابية في كسر طوق الحصار الغربي على بلادنا وما سيكون لذلك من إنعكاسات في جوانب الأمن والاقتصاد والاستقرار.
مقرنا النيلين يشهد بداية لمرحلة سياسية جديدة في بلادنا نتوقع أن يكون وقف الحرب والحوار السياسي على رأس أولويات حكومة المرحلة القادمة وبعد ذلك سيأتي كل شيء.
(صحيفة السياسي)