مصطفى أبو العزائم

الحكومة الجديدة.. أضواء وظلال


هل كان الاعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة, مفاجأة للناس؟
قلت لأخي وصديقي الدكتور فتح الرحمن الجعلي قبيل اعلان الحكومة الجديدة بساعات, ان الذين يهتمون بامرها أكثر من غيرهم أو بالأصح أكثر من عامة الناس, هم ثلاثة كتل تتمثل في (الحركة الاسلامية) ثم المؤتمر الوطني ثم حلفاء المؤتمر الوطنى, الذين يضعون أيديهم على يدي الحزب الحاكم وتتوجه أنظارهم نحو مقاعد الحكم سواء في القصر الرئاسي أو داخل قاعة مجلس الوزراء.
ضحك الدكتور الجعلي ضحكته المجلجلة وقال لي ان الذين يهتمون بالامر حقاً هم أصحاب (الحاءات الثلاثة) – وهذه على شاكلة اللاءات الثلاث- وهي مختصرة (حاءات) الحركة والحزب والحكومة.
حقيقة نجح المؤتمر الوطني في ان يجتذب اهتمام عضويته وشركائه وحتى معارضيه لمتابعة تشكيل حكومة ما بعد انتخابات أبريل 2015م وهو ما إنعكس على الاعلام الرسمي والخاص, ثم انعكس على وسائط الاعلام الاجتماعي التي باضت فيه الشائعات وأفرخت ولم يبق لبعض مستخدمي تلك الوسائط إلا ترشيح بعض الموتى لبعض المواقع..!
الى آخر الدقائق قبل الاعلان عن الحكومة الجديدة, كان التنافس على مقعد والي الخرطوم قد انحصر بين السادة الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين والدكتور عبد الرحمن الخضر, والدكتور فيصل حسن ابراهيم وتسربت معلومات أفادت بأن السيد الرئيس يهتم – وهذا حقه – بامر وزارة الدفاع وان اتفاقاً شورياً قد تم ليشغل الدكتور فيصل حسن ابراهيم منصب وزير ديوان الحكم المحلي, لذلك لم يبق من منافس على مقعد حاكم جمهورية الخرطوم إلا الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر, باعتبار ان السيد رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة يثق كثيراً في رفاقه القدامي من العسكريين الذين خاض بهم كل جولات الحكم السابقة, وعلى رأسهم السيد الفريق أول ركن بكري حسن صالح والذي لم يعد له منافس في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية, ليؤسس النظام الحاكم في السودان لمزاوجة ذكية بين الجيش والتنظيمات السياسية, مدت في عمره كثيراً رغم حركات التمرد التي تنشأ هنا وهناك وتعمل على انتزاع السلطة.
ثم هناك الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين والذي ظل على الدوام هو الأقرب الى القوات المسلحة وهو ما أبعد فكرة توليه أي منصب آخر سوى وزير الدفاع.. وهذا ما راج بالفعل وقد ذكرته للدكتور الجعلي بل ذهبت الى أبعد من ذلك وأشرت الى ان ترشيح الفريق أول عبد الرحيم لمنصب الوالي فيه محاولة لابعاد أقرب أعوان الرئيس عنه.
تمسكت بسبب ذلك التحليل بأن الدكتور الخضر باق في منصبه, رغم علمي من مصادر قريبة جداً من مراكز إتخاذ القرار في وقت سابق لاجتماعات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بأن كل الولاة سيطالهم التغيير ما عدا ثلاثة.. وعلمت من ذات المصادر ان التغييرات في مجلس الوزراء لن تكون كبيرة, لكن شد ما واجهنا به الآخرون هو تسمية نائبي الرئيس ومساعديه, خاصة بعد أن ورد اسم السيد محمد الحسن الميرغني في قائمة المساعدين ودخول اسم الشيخ موسى هلال شيخ قبيلة المحاميد المعروف ضمن مساعدي الرئيس, وقد ربط كثيرون بين انتظار التعيين ووصول الشيخ موسى هلال الى الخرطوم للمشاركة في مراسم أداء السيد رئيس الجمهورية لليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة, وكنت قد استبعدت ذلك الامر إستناداً على تجربة تعيين الشيخ موسى هلال مستشاراً بديوان الحكم المحلي, لكنه لم يمارس عمله هناك لأن دارفور كانت تناديه ليصبح جزءاً من حل أزماتها لا جزءاً من الأزمة.
الأٌقلام لم ترفع بعد.. ولم تجف الصحف.