مصطفى أبو العزائم

العار العار يا نظّار..


هذا هو الهتاف الذي قابل به عدد من المتظاهرين السودانيين وفد نظار القبائل وزعماء العشائر السودانية عند زيارتهم للولايات المتحدة الامريكية, وزاد عليه البعض من تلك القلة هتافاً آخر هو (العار العار يا كيزان) وانطلقت عبارات (صادمة) و(جارحة) في حق هؤلاء الشيوخ الأجلاء على شاكلة (يا لصوص.. يا حرامية.. يا سدنة).
تفاصيل ماحدث وصل الي مثلما وصل الى عشرات الآلاف غيري من خلال الارسال عن طريق خدمة (الواتساب) التي تنقل كل الحدث وصورته قبل ان تقوم من مقامك هذا حتى وان كان في (آخر الدنيا) وربما نقلته لك قبل ان يرتد اليك طرفك.
هكذا كنا نتابع هتافات متظاهري ومتظاهرات الأرصفة الباردة, والذين يناضلون تحت الغيوم وهم شبعي (البيرجر)، وبعض أهلهم جوعي في مناطق النزاعات والقتال الذين يؤججون نيرانه بهتافات خرقاء تصدر من حناجر لا علاقة لأصحابها بالواقع.. وليتهم كانوا من الذين يحملون السلاح ويواجهون النظام الحاكم وجهاً لوجه، لكنهم اختاروا المنافي البعيدة ليسيئوا لمن هم في اعمار آبائهم واعمامهم و(كبارهم) لكن يبدو انه لا كبير امام هذه الفئة القليلة الا (الجمل).
اما أغرب ما في هذه التظاهرة المخجلة فقد كانت تلك الهتافات باللغة الانجليزية (الركيكة) يطالبون فيها هؤلاء الشيوخ الأجلاء بمغادرة أراضي الولايات المتحدة الامريكية، ويصرخون في وجوههم بـ(لا مرحباً بكم).. كأنما هم أصحاب حق وأهل بيت في حين ان الضيوف الزائرين غادروا الى هناك بدعوات رسمية وقد وصلوا الى الاراضي الامريكية معززين مكرمين ولم يصلوا إليها بعد عمليات تزوير كبرى في الوثائق والمعلومات ولم يدعوا أنهم ضحايا تعذيب (كاذب) وان السلطات السودانية ونظام الخرطوم الحاكم (القمعي) حجر عليهم ممارسة (حرياتهم) الشخصية في ان يفعلوا ما يشاؤون وقتما أرادوا دون ضابط أو رادع ديني أو أخلاقي أو قانوني.
بئس الاخلاق وبئس المعارضة معارضة ما وراء البحار التي لن تسقط (حبة ليمون) واحدة من شجرة كبيرة دع عنك ان تسقط نظاماً أخذ يتطور ويفتح في مسارات التحولات الجديدة بقبول الآخر والسعي للسلام من خلال الحوار, والدعوة للمصالحات الداخلية مع الذين ذاقوا مرارات الحرب الحقيقية ولم يناضلوا في الأرصفة الغربية الباردة وهم يحملون المظلات الواقية من زخات المطر وحباته الصغيرة التي تلامس الوجوه النضرة, الذين لا يأبهون بكبير أو رمز مهما كانت درجة اختلافاتهم السياسية معه.
بئس المعارضة تلك.. وبئس الذين يحملون لافتاتها إن كانوا من أمثال هذه القلة..فوالله اننا لنحترم حملة السلاح أكثر من حملة اللافتات التي هي من وراء البحار.