مصطفى أبو العزائم

الحلم الأسود


حالة الارتباك التي ضربت بلادنا أمس حول اصدار احدى محاكم جنوب أفريقيا امراً بمنع مغادرة الرئيس عمر البشير لاراضيها حتى يوم الاثنين (اليوم) للبت في طلب المحكمة الجنائية الدولية بتفعيل مذكرة توقيف الرئيس البشير الصادرة عن الجنائية منذ العام 2009م اكدت ان الحالة الشعبية العامة سريعة التأثير بما يجري على المسرح السياسي لذلك انتشر الخبر مسببا (ربكة) وازعاجاً كبيرين في الاوساط الشعبية بعد ان ظل خبرا رئيسياً في تلفزيون فرنسا الناطق باللغة العربية (فرانس 24) متصدراً كل نشراتها الرئيسية لينتقل بعد ذلك الى بقية الفضائيات وينتشر في كل اركان الدنيا.
احلام سوداء تسيطر على بعض العقليات السياسية الناقصة التي تريد لبلادنا ان تتحول ما بين غمضة عين وانتباهتها الى مسرح للعبث السياسي غير المعقول, وان تتحول مدنها الى ساحات للصراع المسلح بخلق ازمة تنتج عن توقيف السيد رئيس الجمهورية واعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية سيئة الذكر والصيت والسمعة…!
القتلة الحقيقيون الذين خرجوا على الدولة وقفزوا فوق اسوار الشرعية وحملوا السلاح لتقويض أساس الدولة في السودان هم الذين رضوا لانفسهم ان يكونوا اداءة في ايد قذرة وملوثة, تعمل على تفتيت وحدة السودان بعد ان ضربته من قبل بفصل جنوبه عن شماله على أمل السقوط المبكر للدولة السودانية القائمة.
ثم غذت تلك الجهات كل من حمل السلاح في مواجهة الدولة واخذ يعمل على تفتيت وحدتها وتفكيك لحمتها لصالح المشروع الشيطاني القائم على المباعدة مابين الاقاليم السودانية واعادة ترتيبها وتركيبها من جديد بالضم والاضافة الى بعض دول الجوار.
حلم اسود يسيطر على عقول اولئك الذين اتخذوا الشيطان وليا ونصيراً, حلم أسود ارادوا ان يسوقوا له من جديد بعد ان ابطل الشعب السوداني مفعوله وتأثيره منذ لحظة الصدق والوعي الاولى في العام 2009م عندما خرجت امدرمان في مظاهرات عفوية تندد بالجنائية ومدعيها العام السابق (أكامبو) وكاد المتظاهرون ان يحملوا السيارة التي اقلت الرئيس طوال مسيرتها من أقصي شمال امدرمان الى لحظة عبورها الى الخرطوم.
وقبلها تعالت هتافات الوعي لحظة تدشين سد مروي عندما ارتفعت الاصوات( الرد ..الرد .. السد الرد) بح عصر ذلك اليوم صوت عبد الرحيم محمد حسين وهو يردد الهتاف القوي المعبر.. وتغني الراحل الموسيقار محمد وردي ليلة افتتاح السد اجمل الاغنيات السودانية والوطنية قريبا من بوابات سد مروي والى جانبه عبد اللطيف الحمد من الكويت الشقيق واسامة عبد الله بحكم مسؤوليته امام ذلك الانجاز.
بعض ضعاف النفوس من قصيري النظر وعديمي الرؤية, وناقصي الفهم السياسي صفقوا – وهم قلة – وبثوا احقادهم, وتداولوا عبارات الحقد على وسائل التواصل الاجتماعي لكنهم لم يستمروا كثيراً.. ولم يصمدوا أمام الهجمة التي واجهتهم حتى من معارضي البشير.
بئس الحلم.. وبئس الحالمون