زهير السراج

عيب..


[ALIGN=CENTER]عيب..!! [/ALIGN] أتاحت (المنابر الحرة) في المواقع الإلكترونية فرصة عظيمة للكثيرين للتعبير عن رأيهم بحرية, بعيدا عن القيود التي تفرضها القوانين والإجراءات على منابر التعبير التقليدية, فضلا عن سهولة النشر بدون التقيد بمقتضيات وقواعد النشر في المنابر التقليدية, مثل الكشف عن الهوية والجودة والمعايير الأخلاقية… إلخ
الأمر الذي جعل المنابر الالكترونية قبلة للكثيرين, ومنبر المحرومين من حرية التعبير, ومنفذهم الى الرأي العام, وتبادل الآراء والمعلومات عبر المسافات الشاسعة بسرعة وسهولة.. وكان لذلك الكثير من الفوائد والإيجابيات على مستويات عديدة منها اتساع قاعدة الشفافية, والانقتاح الكبير وارتفاع درجة الوعي, وضيق الفرصة المتاحة للتعتيم… إلخ.!
*وبالقدر نفسه كانت هنالك العديد من السلبيات مثل انتشار (المهاترات والتهريج)!!
*العديد من السودانيين وبعض المؤسسات اهتموا منذ وقت طويل بإنشاء المواقع الإلكترونية, وإتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي عبر هذه المواقع, ولابد أن أذكر هنا الأساتذين خالد عزالدين وطارق الجزولي الذين أسسا موقع (سودانايل), والمهندس بكري أبوبكر صاحب موقع (سودانيز أونلاين) ومنبره العام، الأكثر شهرة وارتيادا لعدد كثير من السودانيين خاصة المقيمين خارج السودان!!
*ولهذين الموقعين, ولمواقع أخرى, مثل (الراكوبة والنيلين ورماة الحدق والمشاهير والحصاحيصا والكورة) ولمواقع الصحف التي عملت بها, أدين بالفضل في خروجي من دائرة النشر الضيقة على الورق, الى الفضاء الواسع, وانتقال آرائي وكتاباتي الى كل أنحاء العالم, والتصاقي بعدد كبير من القراء وأصحاب الرأي داخل وخارج الحدود, ونشوء علاقات وطيدة مع كثيرين منهم, ومع جهات كثيرة في مجال العمل الإعلامي صارت تطلب رأيي او تنقله في مواقعها, وقد ذهلت عندما اكتشفت عبر محرك البحث (قوقل) ان كتاباتي أو مقتطفات منها تنشر في كثير من المواقع مثل (البي بي سي) والـ(اير ين) والـ(ايه اف بي) و(رويترز) و(العربية نت) وغيرها من مواقع الوكالات وأجهزة الإعلام العالمية!!
*هذه بالتأكيد ميزة كبيرة لم يكن يحلم بها الإنسان لولا وجود المواقع الإلكترونية!!
*غير ان بعض المواقع السودانية تشهد في الآونة الأخيرة الكثير من التهريج والمهاترات التي يحمل بعضها عبارات تخدش الحياء العام وتجرح المشاعر وتضيع القضية الأساسية والغرض من النقاش!
*يحدث ذلك للأسف في قضايا وطنية, مهما كانت درجة اختلافنا حولهم, ما كان يجب أن تكون بكل هذا التهريج والإسفاف!!
*هل كتب علينا القتال بالسيوف، إذا كنا نعيش في وطن واحد, وإذا فرقت بيننا السبل والمسافات.. ان نجرح مشاعرنا ونسئ لبعضنا بالكلمات الجارحة؟!
*أليس من وسيلة أخرى للتعايش والتفاهم والحوار الحر المحترم بيننا؟!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1191 2009-03-7