مصطفى أبو العزائم

فضائية الخرطوم.. جاذبية الدراما السودانية


صاحبكم لا يصلح مشاهد مثالياً للفضائيات ومحطات التلفزة، وما عاد يتابع مثلما كان يفعل أيام الصبا والشباب الباكر، ما عاد يتابع المسلسلات ولا البرامج الترفيهية المنوعة حتى وان شارك في اعدادها وتقديمها وهذه من علامات القلق في الشخصية الجانحة للتغيير الساعية للوصول المبكر للنتائج، لذلك لم يشعر صاحبكم برابط قوي تجاه أي من الفضائيات المحلية أو الاجنبية يشده اليها دون غيرها.. اللهم الا الروابط التاريخية والعاطفية مع بعض القنوات أو الفضائيات ومحطات التلفزة السودانية، وفي مقدمتها تلفزيون السودان نفسه، الذي اسهم كثيرا في مسيرة تعلم صاحبكم لكثير من فنون العمل التلفزيوني في مجالات اعداد البرامج أو تقديمها أو المشاركة فيها من خلال لجان التقييم أو المشاهدة.
عندما تولى الاستاذ محمد حاتم سليمان مسؤوليات ادارة التلفزيون، دعا مجموعة من أهل (الحيشان الثلاثة) للاستئناس بآرائهم حول ما يجب ان يكون وما لا يكون، وعندما أعطيت الفرصة لصاحبكم، تحدث عن ضرورة الاهتمام بالدراما السودانية – الحديث موثق ومسجل – مشيرا الى ان الدراما كانت وستظل احد أهم ما يجذب المشاهد الى الشاشة، خاصة اذا ما كان يرى في العمل المقدم نفسه ومجتمعه ووطنه.. مضيفا ان ارضاء كل المشاهدين هو المستحيل بعينه، اللهم الا اذا صممنا قناة خاصة لكل مواطن سوداني تبث له ما يريد ويهوى ..(!)
أما بالنسبة لتلفزيون الخرطوم الذي أضحى الآن فضائية لها من يشجعها ويفضلها على غيرها فعلاقة صاحبكم بها قديمة، اي منذ ان انشئت تقريبا، وقد جمعت علاقات الصداقة بينه وبين كل الذين تولوا أمر الادارة فيها تقريبا، حتى ان بعض أولى الامر رشحوا صاحبكم ذات يوم لادارتها لكنه اعتذر اعتذاراً شديدا لاسباب رأى انها مقنعة ومنطقية، اهمها ان هذه المحطة التلفزيونية لا تقوم برامجها الا على ميزانية ضعيفة لا تمكنها من القيام بواجبها المطلوب في مجال انتاج البرامج والانفاق عليها.
عندما تولى زميلنا الاستاذ عابد سيد احمد ادارة هيئة اذاعة وتلفزيون ولاية الخرطوم اشفق عليه كثير من اصدقائه ومعارفه لمعرفتهم بوعورة الطريق وضيقه, ولكثرة التدخلات من (مرضي الظهور) في بعض المواقع الحكومية التنفيذية، الذين يريدون (السيرة) و(الصورة) حتى وإن لم يكن هناك أداء فعلي.
نجح الاستاذ عابد سيد احمد واستطاع أن يقفز بـ(تلفزيون) الخرطوم فوق الحواجز ليصبح قناة فضائية، اجتذبت النجوم والافكار والبرامج، رغم المعاناة التي يعرفها الجميع ورغم الشكاوى المستمرة من الرفيق والشقيق والصديق، لكن المسيرة لم تتوقف بل ظلت تتقدم يوما بعد يوم نحو الافضل.
نجحت فضائية الخرطوم خلال هذا الشهر المبارك في اجتذاب عدد كبير من المشاهدين ورفعت رصيدها من خلال عرضها لاحد افضل الاعمال الدرامية السودانية (حوش النور) للكاتب الاستاذ قصي السماني والمخرج الاستاذ ابوبكر الشيخ، والذي أشرف على انتاجه الاستاذ جمال عبد الرحمن وشارك بالتمثيل فيه مجموعة من النجوم الذين أثبتوا – جميعهم – ان الدراميين والفنيين السودانيين لا يقلون عن غيرهم وأثبتوا ان الخبرات المكتسبة المصقولة بالمعارف تستطيع ان تقدم عملاً سودانياً صرفاً يجذب المشاهد ويشعر بانه يعبر عن مجتمعه، وان كل الاحداث ليست ببعيدة عنه.
التحية لاهل الدراما السودانية والتحية لكل اهل (حوش النور) وللشركة المنتجة خزف للانتاج الفني.. وبرافو أهل الخرطوم.. الفضائية.