أسئلة موضوعية حول الإسلام السياسي ..!
يبدو أن المناهضين للتوجه الإسلامي في السياسة والحياة العامة، سيمتعوننا بمشاهدة نهاية وانهيار ما يسمونه “الإسلام السياسي” كل يوم على الواتس والفيس وفي مقالات نارية و”كلام كبار” … سنبقى نرى النهاية كل يوم إلى ما لا نهاية .. وسننشغل وينشغلون عن الجدل الحقيقي الذي أطرحه عبر هذه الأسئلة وشبيهاتها في هذا المقال … وسأستخدم مصطلح الإسلامي السياسي تيسيرا للنقاش:
الإسلام السياسي .. هل ينتهي و يزول .. أم هو شيء غير قابل الزوال؟! فلنكن واقعيين ولنناقش المشروع النقيض للإسلامي السياسي وهو العلمانية … والذي ظهر وترعرع في العالم الغربي المسيحي.. لكنه يعتبر لدى بعضهم مشروعا إنسانيا متكاملا … لا بد أن تمضي كل الدول في اتجاهه ..!
هل توجد بذور للإسلام السياسي في النصوص والمرجعية الدينية في الإسلام نفسه؟ أم أنه منبت تماما عن أي جذور في الإسلام ودخيل عليه؟ هل الإسلام .. ديانة وتاريخ وثقافة يختلف عن المسيحية في علاقة الدين بالدولة؟ أم أنهما متشابهان؟
لو وجد اختلاف؟ هل يمكن تجديد الإسلام وتعديله بحيث يشبه المسيحية والديانات الأخرى التي مهدت لازدهار نماذج علمانية ناجحة؟ أم أن هذا التوجه سيظل حديثا بين النخب في المنتديات ووسائل الدردشة الاجتماعية؟
هل يمكن التخلص من الإسلام السياسي بتحميله مسؤولية العنف الدموي والإرهاب والتطرف، والنماذج السيئة في التطبيق؟ أم أن هكذا جهد إعلامي لن يفلح لأنه يأتي غالبا من أطراف في الصراع؟ دخلت في منافسات سياسية مع الإسلام السياسي يوما ما وخسرتها؟ أو انتصرت عليه وتريد الإجهاز عليه والقضاء عليه نهائيا؟
هل سينتهي الإسلام السياسي بتحالف مكونات وطنية داخلية مع الكبار في المجتمع الدولي أم أن هذا الأمر سيساء تفسيره محليا ويمنح تيار الإسلام السياسي قوة إضافية خاصة إذا أساءت بعض الدوائر الدولية في الحلف توظيف هذه الهجمة وبدرت منها نوايا سيطرة استعمارية على الداخل أكثر من إصلاحه وتخليصه من الإسلام السياسي؟
في السودان “نموذجا” هل ينتهي الإسلام السياسي بزوال نظام الحكم الموجود، أم أنه سيعيد إنتاج نفسه ويظهر عبر واجهات جديدة؟ وهل ستنجح القوى الأخرى في التوحد ضد هذه الواجهات الجديدة أم ستنجح الواجهات في التوحد وتعيد الإسلام السياسي لسدة الحكم مجددا، وتكون المغامرة أدت إلى إعادة إنتاجه وليس التخلص منه؟ وتذهب النسخة التي تمتلك الدول الغربية معها “تفاهمات” معها لتظهر نسخة جديدة لا تتحمل مسؤولية النظام السابق ولا تخضع للمعادلات السابقة؟
وفق هذا الجدل، هل من المتوقع أن تكون القوى الكبرى في المجتمع الدولي درست جيدا وبدقة مصالحها ومكاسبها والممكن والمستحيل في موضوع التخلص من الإسلام السياسي؟ وتوصلت إلى منهج محكم في ذلك؟ ما هو هذا المنهج وهل هو منشور في دراسات أم يمكن التقاطه من عدة تقارير وتصريحات مختلفة؟ وهل تتحرك القوى المناهضة للإسلام السياسي وفق دراسة لهذا المنهج أم وفق افتراضات توصلت إليها من طرف واحد؟