صلاح الدين عووضة

الوسيمة !!

*ونستجيب لرغبة أحد قرائنا ونكتب شيئاً عن ذكريات طفولتنا بكريمة..
*قال لي : يا أخي لا يُعقل أن يكون حديثك كله عن حلفا وأنت لبثت فينا من عمرك سنين..
*وهي فترة – رغم قصرها- حافلة بما يرسخ في الذهن من لحظات (تفتح الوعي)..
*وأول ما تفتح عليه وعي هذا منظر ظلال السحب على صفحة مياه النيل بنوري..
*كان منظراً مذهلاً ما زال عالقاً بذهني رغم حداثة السن وقتذاك..
*ثم (الرفاس) الذي كان يقوده العم عبد المولى والد صديقي كمال..
*أما (كراكة) المشروع العملاقة فقد كانت تتمثل لي كائناً حياً في كوابيسي..
*وبعد سنوات طويلة شاهدت فيلماً أجنبياً عن (كراكات) تتلبسها أرواح تُحركها..
*وكمال هذا هو رفيق تجوالي داخل سوق كريمة ما بين مطاعمه وأكشاكه ومكتباته..
*ومن بين المكتبات هذه مكتبة ضرغام الذي كنا نشتري منها مجلة (ميكي)..
*وهو شقيق قرقار بطل ترنيمة الطفولة الشهيرة – آنذاك – (يا قرقار فولك حار فيه الشطة والشمار)..
*وعلى بعد خطوات من المكتبة (بار شاؤول) الذي قيل أن نتنياهو ينتمي لأسرته..
*وكنيسة كريمة- بالمناسبة – هي التي كانت مسرح أحداث قصة (ماجدة وهبه)..
*ووهبه هذا ليس هو اسم أبيها وإنما عشيقها على غرار (جميل بثينة)..
*وما زلت أعجب كيف لـ(طفلين) – مثلهما – أن يُجسدا قصة روميو وجوليت..
*كانت طفلة مسيحية جميلة جداً مثل (عروس المولد)..
*ثم يتوجا حبهما الطفولي هذا – كما علمت – بزواج فور بلوغهما مرحلة الشباب..
*وبما أنني بدأت خطوات دراستي بكريمة – قبل حلفا- فقد كان كمال هو جاري في الفصل..
*وبسببه كنا نُجلد كثيراً جراء شغفه بأصوات الحيوانات الأليفة..
*فإن قلد مواء قطة في الفصل – مثلاً – ضحكنا فجُلدنا ..
*أو تناهي لمسامعنا نهيق حمار – أثناء الحصة- ضحكنا فجُلدنا..
*أو نبيب تيس – عند دروس العصر- ضحكنا فجُلدنا..
*وعلى ذكر التيس هذا كنت أشرت إلى ذكرى رمضانية – بكريمة – بطلها تيس..
*وذكرت فيها تعلق جارنا حسوني بابنة (الداية) ذات الدلال الغض..
*ولا أدري ما هو السر في شغف (بنو شايق) – حتى الصغار منهم – بالجمال..
*وربما لهذا مشهورون هم بأغاني الحنين والأنين و(شوق السنين)..
*ولكن لا بد من إحقاق حق هنا قد لا يعلمه الكثيرون..
*فأشهر مطربي الطنبور – ومنهم صاحب (الزول الوسيم) – هم في الأصل بديرية..
*ووسيمة جداً يا (كريمي!!).
الصيحة/السياسي