ضياء الدين بلال

صاحب السكين (زيارة ثالثة)!


قبل ست سنوات، وأنا مدير تحرير العزيزة صحيفة (الرأي العام)، كنت شاهداً على حدث مُفزع.
شخص مجهول جاء إلى الصحيفة، يرغب في مقابلتي ويسأل عن عدد من الكُتَّاب.. موظف الاستقبال الأخ يحيى ارتاب فيه، ولم يسمح له بالدخول إلى صالة التحرير.

بعد أخذ ورد، تعالت الأصوات، ونشبت مشادة بين يحيى والزائر المريب؛ فإذا بالأخير يُخرج سكيناً ويبدأ العراك لينتقل من استقبال (الرأي العام) إلى خارج الصحيفة.
المعلومة المدهشة عزيزي القارئ سأوردها لك الآن…
أما المعلومة الخطيرة فستجدها في خاتمة العمود.
حامل السكين كان قبل 72 ساعة من ذلك الحدث، في زيارة الزميلة (حكايات) ابنة مؤسسة (الرأي العام) وهي في المبنى المجاور. الشخص حاول في الزيارة الأولى الاعتداء على الكاتب الصحفي يحيى فضل الله، مدعياً أن يحيى متخصص في سرقة أفكاره!
جاءت الشرطة في المحاولة الأولى، وبدأت في اتخاذ إجراءات.
المفاجأة، أن ذات الشخص عاد في المرة الثانية أكثر شراسةً وعُدوانيةً، يحمل بيده سكيناً يزداد طولها عن نصف المتر!
مشهدٌ لا تجده ولا في الأفلام الهوليودية!
شخص يعود إلى موقع جريمته الأولى خلال (72) ساعة، ليطارد من كان باستقبال الصحيفة، والمارين بالطرقات المؤدية لها.. حدث ذلك وعربة الشرطة كانت مرابطة في حماية السفارة الأمريكية ولم تُحرِّك ساكناً..!
العراك كان في الهواء الطلق.
الشخص الهائجٍ كان يطاعن الهواء وهو مغمض العينين، يبحث لسكينه عن مستقر.
صلاح عبد القادر المصمِّم الفني بـ«الرأي العام» بجسارة نادرة، اقترب من الرجل حامل السكين، وبعد عِراكٍ معه، يسقط صلاح على الأرض، ليَهمَّ الرجل بطعنه.
في تلك اللحظات توقع الحضور نهاية مأساوية لصلاح.
لكن….

بعض الشباب من طلاب الجامعات تصادف وجودهم أثناء العراك، قذفوا حامل السكين بالحجارة.. حتى فقد توازنه وسقط أرضاً.
عندها ظهر رجال الشرطة ليشرفوا على عملية التسليم والتسلم!
في اليوم الثاني من تلك الحادثة، كتبت مقالاً جاء تحت عنوان: (صاحب السكين.. زيارة ثانية).

تساءلت كيف لشخص يبدو عليه الاضطراب النفسي أن يرتكب جريمتين في مكان واحد خلال 72 ساعة ويظل طليقاً؟!
وختمت المقال قائلاً:
(عزيزي القارئ.. إلى زيارة ثالثة من صاحب السكين الذي توعد بالعودة مرة أخرى.. أترككم في أمان اللّه ورحمته).
مضت ست سنوات…

من يصدق أن يحدث ما توقعته..
عاد ذات الشاب أول أمس بأوهامه القديمة، وهو لم يتنازل عن فكرة اغتيال صحفي أو كاتب ما.
ليكون الضحية هذه المرة الصديق (هيثم كابو)!
الشاب صاحب السكين استغل وجود كابو بخيمة الصحفيين، وباغته بحجر خرساني على رأسه، لولا لطف الله ورحمته لأصبح كابو الآن في عداد الموتى!
المعلومات المتوفرة أن هذا الشاب ظل طوال الست سنوات طليقاً يتردد على الصحف يسأل عن صحفيين وكتاب بالاسم!
لم يسجن ولم يحاكم ولم يودع بمستشفىً للأمراض العقلية.
وأقولها لكم كما قلتها من قبل في الزيارة الرابعة، سيحقق مراده بقتل كاتب أو صحفي، وحينها قد يُسجن أو يُحجز أو يظل طليقاً (كلو وارد)!