رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان: تنظيم داعش مشروع (تكفير)

جماعة انصار السنة المحمدية بالسودان من أكبر الجماعات الإسلامية ، وهي أول جماعة إسلامية سلفية في السودان تقوم على الكتاب والسنة بفهم السلف ، وتسلك منهج الأنبياء في دعوتها إلى الله تعالى ، و يعتبر الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحى رئيس للجماعة أحد الدعاة ذوى الخبرات الطويلة فى مجال الدعوة بالوطن العربي ، ، ( السياسي ) جلست مع الشيخ الدكتور اسماعيل فى منزله الكائن بالصحافة مربع ( 31 ) ووضعت قضية الساعة (تنظيم داعش ) على منضدته ، والعديد من الاسئلة … فاجاب بكل صراحة.

موقف جماعة انصار السنة من تنظيم داعش ؟
الامم السابقة غلت فى الدين و الغلو هو مجاوزة الحد فى مدح الشئ او ذمه ، و الانسان الذي يزيد فى الحد ، فى موضوع ( التكفير ) هو غلوء و جفاع فى الدين ، الشريعة الاسلامية تسمى بعض الافعال ( بالكفر ) و تقول الفاعل لها يكفر بتوفر الشروط ، لذلك نحن نقف حيث وقفت الشريعة ، و اخطر شي هو التكفير و العلماء الربانيون كانو يحذرو من التسارع بل يجب التروى ، لان من الاخطار ان تكفر من ليس كافر . لذك داعش مشروع تكفير

برأيك .. لماذا تنظيم داعش يستهدف شريحة الشباب ؟
هذا الفكر ( يفكر ) فى حماس الشباب و غيرتهم على الدين ، لكن مع قلة العلم يخرجهم من حد الاعتدال و يصور لهم المنكر ويعرض لهم طرق معالجته ، لذلك تجد مسائل الاصلاح توقع فى فساد و لا يمكن تغير المنكر بمنكر أكبر منه ، و الان ظاهرة ( التكفير ) و التوسع فيها بالعالم ، هى تخالف منهج أهل السنة و الجماعة و يجب من العلماء التوقف عند ذلك و توجيه المنهج الصحيح لهم هو الوسط ( و انا ل ابحث العذر للشباب ) ولكن الشباب اذا شاهدو المنكر و تفشي الفسوق هذا الامر بالتاكيد يقودهم الى الانفعال ، لذلك يجب ان يضبطوا بضابط الشريعة ، كما قال تعالى ( ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى احسن ) و من اصعب الاشياء المحافظة على ( الوسطية و الاستقامة ) كما كان يفعل النبي صلى الله عليه و سلم
ولكن الاستهداف وصل حد سفر طلاب من جامعة العلوم الطبية ( مامون حميدة ) ؟
أمر سفر الشباب يحتاج الى تعليم و تدريس و مناقشة فكرية و هى مسؤولية العلماء ، و الحكومة لها مسؤولية كبيرة جدا فى معالجة المنكرات الظاهرة ، ويجب ان تقدم الدعوة المعتدلة لاشباع تطلعات الشباب لكى لا يحدث تنازع ما بين ما يجدوه فى القران الكريم و المساجد و المجتمع ، فالحكومة يجب ان تناقشهم لكى تعالج فكريا لتبين الحق ، و الاسر لها مسؤولية ايضا ، لان الوسائل و الاجهزة الحديثة سهلت للجميع الوصول الى المعلومة سواء كانت معلومة ( سيئة أو خيرة ) ، و للاسف الان يراد للشباب ان ينقسم الى اثنين ( القسم الاول مع المنكرات مثل مشاهدة المواقع الاباحية و الاغانى الخليعة وهذا يضعف تدينهم ، و القسم الثانى به نوع من التدين و حبه لكن يدخل الشيطان من خلال وسائل التكنولوجيا و الاعلام و القنوات تجد بها الدعوة الى التكفير و التفجير وهى سوق ، لذلك يجب من أولياء الامور متابعة أبنائهم

داعش تستهدف أبناء الاثرياء .. تعزى ذلك لماذا ؟
الاستهداف هو لعامة الشباب ، لكن هؤلاء بحكم نوع من الفراغ لديهم ، وهذا هو المدخل ، و توجد ( دوائر تقف خلف هذا العمل ) و استهداف شرائح ذكية من الشباب الطلاب هو استهداف للمستقبل ، وهم يضربوا المستقبل منذ الان ، الاسر الاثرياء لا تستهدفها دعوات التكفير فقط

تستهدفهم ماذا ؟
تستهدف من دعوات ( التمييع ) ، هنالك عصابات و عمل خفى و جرائم منظمة لافساد الشباب من الجنسين ، من خلال المخدرات و الفساد و الدعارة ، و الان الشباب مستهدف من جانبين ( الاول ) جانب الدعوة للميوعة و التحلل و الخروج عن الدين و هذا تطرف لا ديني ، ( الثانى ) جانب الغلو و التشدد فى الدين و هذا أيضا منكر و يستهدف الشباب الاذكياء و هذه هى خطط الاعداء .

كيفية الخروج من هذا النفق المظلم ؟
الخروج من خلال التعليم و التربية و الدعاه ، و الداعى لم أبرئه لان الداعى يسبق شخصيته فى المدعو ، فاذا قام الدعاه بواجب الدعوة من أجل التوسط و الاعتدال وتربية الشباب على ذلك ، منذ أول وهلة و ليس تربية ( رد الفعل ) أحينا ( الناس يشوفوا فى انحلال فى المجتمع فيربوا أبناءهم على التشدد ، واذا حصل التشدد فى المجتمع تتحول التربية الى ميوعة ) لذلك يجب أن نقتسط و ننشئ الشباب على ديننا و على منهجنا لكى ينشئ ( معتدل ) مثل ما فعل النبي صلى الله عليه و سلم ، اذا رجعنا الى حياة النبي نجده يتعامل مع المجتمع و الصديق و العدوا ( يتعامل معهم بالعدل و الاحسان ) مع المحافظة على منهجه ، ولا يعنى أن التعامل مع غير المسلمين ، أنا أتولى المؤمنين و أتبراء من الكافرين ، كما قال الله تعالى (و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر )
مقاطعة .. كيف تفسر هذه الاية القرانية ؟
أتولى المؤمنين بالمحبة و النصرة و التأيد ، و ( أناصحهم ) اذا كنت ولى أمر أو لدى سلطة أعاقب المؤمن اذا عصى ( و أجلده اذا شرب الخمر و ربما أقتله اذا زنا أو قتل ، و هذا لا ينافى الولاء ، بل النبي صلى الله عليه وسلم رجم المراءة القامدية عقابا لها و صلى فى جنازتها . و البراء من الكفار توجد أشياء من المعاملة بالحسنى لا تنافى البراء .. كونوا الانسان يتبراء من دين الكفار لا يمنع ان يتعامل معهم بالحسنى ، فالنبي عليه افضل الصلاة و السلام كان يتعامل مع الكفار ، و عمه أبو طالب كان يرعاه و فى مرض الموت زاره ، و كان يخدم فى بيت النبي قلام يهودي فمرض الغلام ذات يوم فزاره الرسول ، و جلس عنده ، فى لحظة خروج الروح فساله الرسول أتشهد ان لا الاه الا الله و انى رسول الله فنظر القلام الى والده فقال له والده أجب أبي القاسم فنطق الشهادتين ، فقال النبي الحمد لله الذى أنقذه من النار
هل أئمة المساجد و الدعاة قائمون بدورهم تجاه الشباب ؟
لا ننكر دورهم .. قائميين بدور كبير ، ولولا جهود كثير من الدعاة لكانت الطامة أكبر من ذلك ، و يوجد بعض الناس يتكلموا فى الدين و يدعوا وهم ليس دعاة بل جزء من الازمة ، فلا بد من انتباه الداعى للدين لان الدعوة ستظهر فى المجتمع .
المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بولاية الخرطوم أعفى عدد من أئمة المساجد … كيف تنظر جماعة أنصار السنة المحمدية لمثل هذه القرارات ؟
لا أعرف الذين اوقفوا … و لكن توجد ( لافتات ) عامة و لها حرمة ، و الائمة و الدعاة هم شريحة ( محترمة ) و لها قيمتها فى المجتمع ، و لكن هم ليس ( ملائكة ) و قد يكون من بينهم ( مخطئ و مصيب ) ، و الدولة لها الحق فى ان توقف من تراه مخطئ
هل أنصار السنة راضون عن ما يقدمه الائمة فى المساجد ؟
راضون عن ( أئمة انصار السنة ) و انشأت جماعة انصار السنة ( سبع ) معاهد و كلية جامعية .. الهدف منها تخريج الدعاة و تربيتهم تربية صحيحة ، و تعليمهم فقه الدعوة و الامر بالمعروف و النهى عن المنكر ، و لدينا أساتذة أكفاء لديهم كتب و مذكر ات فى الدعوة ، و مسؤولون من حديث دعاة انصار السنة فى المساجد
أثار ( النوم ) بالمساجد فى رمضان جدل كثيف .. كيف ينظر الدكتور لذلك ؟
المساجد بنيت للصللاة و ذكر الله ، و يجوز ان ينوم فيه الانسان و ان يتشاور فيه الانسان و امر مباح و هي مسؤولية فردية ، و الصحابة كانو يناموا فى المساجد ، سيدنا على وهو متزوج كان ينوم فى المسجد ، ( اما الونسة غير الجائزة هى ان يجعل المسجد مثل النادى )
هل يجوز التحدث بالهاتف داخل المسجد ؟
نعم يجوز التحدث لكن دون ثرثرة و اطالة .

حوار : مروان الريح- السياسي

Exit mobile version