جبريل: نتنياهو فى مأزق ولا يريد إنهاء الحرب

قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، إن ما حدث فى غزة يقتضى مراجعة استراتيجية للقيادة الشرعية للشعب الفلسطينى، وهى منظمة التحرير، مؤكدا أن الخلاف مع المنظمة، فلسطينيا، أمر مشروع، لكن يجب ألا يرتقى إلى مستوى الطعن فى شرعية التمثيل.

ودعا الرجوب فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إلى إجراء حوار وطنى فلسطينى شامل تحت رعاية مصرية لتحقيق الإجماع الوطنى، سواء على البرنامج السياسى أو الإجماع على وحدة مفهوم النضال والمقاومة أو شكل الدولة وآليات إجراء الانتخابات، فالكل يعرف دور مصر التاريخى تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد الرجوب أن بنيامين نتنياهو فى مأزق حقيقى، لكنه لا يريد إيقاف الحرب نهائيا باعتبارها فرصة ذهبية للقضاء على القضية الفلسطينية تماما.

■ انتقد البعض دور منظمة التحرير منذ الحرب على غزة ورأى أنه أقل من المتوقع منها، فما ردكم على ذلك؟

– الظروف المترتبة على ٧ أكتوبر تقتضى مراجعة استراتيجية للقيادة الشرعية للشعب الفلسطينى وعنوانها منظمة التحرير، ومن هنا فالخلاف مع المنظمة، فلسطينيا، أمر مشروع، لكن يجب ألا يرتقى إلى مستوى الطعن فى شرعية التمثيل، وإن كان يرتقى أو لا يرتقى إلى التعبير عن مستوى الطموح الوطنى لكل الفلسطينيين.

■ فى رأيك ما هى أهم نتائج 7 أكتوبر بالنسبة للشعب الفلسطنى؟

– أحد أهم ارتدادات ٧ أكتوبر هو الموقف الدولى الذى ارتقى إلى مستوى الإجماع بوجوب حل سياسى للصراع، والذى يتمحور فى أن الهوية الوطنية الفلسطينية بمنطق السيادة عنصر واجب الوجود فى معادلة الصراع، وكذلك ظهور إجماع أن السلطة الوطنية هى الأداة التنفيذية فى هذه المرحلة، ومسؤولياتنا حاليا هى أن نطور أداء وآليات عمل كى تصبح هذه السلطة قادرة على الاستجابة لاستحقاقات المرحلة، والإقرار بأحقية الفلسطينيين فى تحمل مسؤولية تصميم الإيقاع السياسى والنضالى فى المرحلة المستقبلية، وأن الصراعات والتجاذبات أصبحت غير قادرة على احتواء القضية الفلسطينية خارج الإجماع الوطنى، وفق مرجعية قرارات الأمم المتحدة، وحل مشكلة اللاجئين وتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، وكل ما سبق أصبح هدفا أساسيا لكل فلسطينى أيا كانت انتماءاته السياسية والفكرية والتنظيمية، وهذا فى رأيى نتيجة للحالة التراكمية الإيجابية للمأساة التى يعيشها أهلنا فى غزة، ولكن أيضا تصعيد وتيرة الفعل المعادى الأحادى غير المسبوق على بقية الأراضى الفلسطينية فى القدس والضفة.

■ كيف كانت رؤيتكم فى الحركة لما حدث فى 7 أكتوبر؟

– نحن فى فتح منذ الأسبوع الأول للحرب نقول إن ما حدث صرخة بكل المعانى لتذكير العالم بمأساة الشعب الفلسطينى، وأيضا تعرية هدف الاحتلال وإفشال جهده فى إنهاء القضية واعتمدنا سياسة محددة ارتكزت على أن ما حدث هو جزء من حرب دفاعية يتحمل مسؤوليتها الاحتلال وحده، وسواء نحن فى فتح أو العقلاء فى الإسلام السياسى، استهدفنا مدنيين قتلا أو خطفا، وهو ما عبرت عنه بالفعل بعض قيادات حماس، ومن هنا فإن محاكمة الحدث بجزئية وتجاهل ما حدث لنا من قتل مئات الآلاف منذ ١٩٤٨ عوار بين، ولا يمكن لنا فى أى وقت أن نتبنى الموقف الإسرائيلى أو الموقف المعادى لقضايانا بما فى ذلك موقف الإدارة الأمريكية.

■ صف لنا الوضع فى الضفة والقدس أثناء العدوان على غزة؟

– إسرائيل فى الأيام الأولى للحرب، قاموا بتهجير ١٦ تجمعا سكانيا فى الضفة الغربية، وشددوا الخناق على كل مقدسى، وكل شبر فى القدس، ومارسوا سياسة الخنق وشل الحركة حتى تجاوز عدد الشهداء فى الضفة 430 شهيدا أى بمعدل ٣ شهداء يوميا، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من ٥ آلاف فلسطينى، إضافة إلى التسبب فى إصابة أكثر من 2500 فلسطينى وتدمير البيوت ودور العبادة.

■ ما هى التحركات الدبلوماسية التى قمتم بها منذ العدوان؟

– الكل يعمل منذ اليوم الأول للحرب، سواء بعثتنا فى الأمم المتحدة أو سفراؤنا فى معظم دول العالم لمحاصرة الرواية الإسرائيلية القائمة على تمثيل دور الضحية، وأهم نتائج هذا الجهد الجماعى هو التعاطف غير المسبوق مع قضيتنا وعودتها لواجهة الاهتمامات الدولية وكسب التعاطف الدولى خاصة الشعبى منه ما يمثل ضغطا كبيرا على القيادة الإسرائيلية.

■ وماذا عن المصالحة الوطنية؟

– نحن نخوض معركة فى ثلاث جبهات.. فعلى الأرض نخوض معركة الدفاع بدءا من رفح حتى جنين أمام العدو الذى يرغب فى نفى فلسطين أرضا وشعبا، ولعل من أبرز أدواته تكريس الانقسام وتعميق الشروخ، إضافة إلى الإرهاب الرسمى بكل أشكاله باعتباره أداة مباشرة لهذا الاحتلال.. أما الجبهة الثانية فمن خلال مسؤولية السلطة والبعثات والجاليات والأحرار فى العالم من أصحاب الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية من خلال المحافل الدولية، فمما لا شك فيه أن هناك حالة متطورة من التناغم مع العرب، وأيضا حوار العالم، حيث نجد أن الجميع يعمل لمحاصرة الرواية الإسرائيلية القائمة على إدانة صاحب الحق، ولكن كما بدا واضحا أن النتيجة هى أن الاحتلال هو من أصبح محاصرا وليس القضية الفلسطينية.. أما الجبهة الثالثة فهى من خلال إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة.

■ فى رأيك ما هى الخطوات المطلوب إجراؤها حاليا لتحقيق هذا الاتفاق؟

– حوار وطنى شامل تحت رعاية مصرية لتحقيق الإجماع الوطنى، سواء على البرنامج السياسى أو الإجماع على وحدة مفهوم النضال والمقاومة أو شكل الدولة وآليات إجراء الانتخابات، فالكل يعرف دور مصر التاريخى تجاه القضية الفلسطينية، وإلى جانب مصر يظل هناك مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول العربية حيث وحدة الموقف، بمعزل عن التجاذبات والمصالح، لتبقى القضية الفلسطينية دائما هى قضية العرب المركزية.

■ هل تتوقع حدوث هدنة فى غزة قبل رمضان؟

– رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مأزق حقيقى، سواء من خلال الضغوط الدولية أو الداخلية التى يمارسها أهالى الأسرى لدى حماس، وكذلك الخسارة الاقتصادية الرهيبة التى يتكبدها، لكن رغم ذلك هو لا يريد إيقاف الحرب نهائيا حيث تمثل له فرصة ذهبية للقضاء على القضية الفلسطينية تماما، وهو كذلك لا يرى أى وجود لسلطة شرعية فلسطينية فى غزة، والحالة الوحيدة التى تجبره على إنهاء الحرب أو عقد هدنة الأمر الأمريكى له بذلك.

المصري اليوم

Exit mobile version